باحثو سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، يعملون على تطوير فحص يدعم جوازات المرور المناعية وتيسير العودة إلى الحياة الطبيعية
الدوحة، قطر، 17 نوفمبر 2020: قد تشهد معظم دول العالم عودة الحياة إلى طبيعتها شيئًا فشيئًا مع اتخاذ تدابير الوقاية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). وعلى الرغم من فرض الحكومات على مواطنيها ارتداء الكمامات في الأماكن العامة والامتثال لتعليمات التباعد المكاني وغيرها من التدابير الاحترازية، إلّا أنها ما زالت تسعى لتطبيق الطرق الأكثر دقة لضمان نجاح هذه التدابير.
ومن الأمور التي أبدى الباحثون والحكومات اهتمامًا كبيرًا بها ما يُعرف باسم "جوازات المرور المناعية"، ومفادها أن الأشخاص المتعافين من فيروس كورونا (كوفيد-19) طوروا أجسامًا مضادة للفيروس يحملونها في أجسامهم لبضعة أشهر على الأقل؛ وهذا يعني أنهم أقل عُرضة لمعاودة الإصابة، وظهور أعراضه عليهم مرة أخرى، ما يؤهلهم أكثر من غيرهم للسفر والعودة إلى أعمالهم.
ومع ذلك، تعرقل إصدار مثل هذه الجوازات المناعية إلى حدٍّ ما لعدم دقة الفحوصات، فقد يعتقد الفرد الذي خضع لفحص غير دقيق أو خاطئ، أنه يمتلك أجسام إيجابية مضادة، وذلك على الرغم من افتقاره للمناعة أو ضعفها، ما يدفعه للمشاركة في أنشطة اجتماعية عالية الخطورة قد تتسبب حينها في إصابته فعليًا بالفيروس.
وقد تؤدي هذه النتيجة الخاطئة أيضًا إلى إعادة فحص الأفراد الذين يمتلكون بالفعل مناعة ضد الفيروس، للتأكد من عدم إصابتهم به، عندها يُسمح لهم بالسفر أو معاودة العمل.
وعليه، تُعزى عدم دقة فحوصات الأجسام المضادة في جزءٍ منها إلى نوعية البروتينات الفيروسية المستخدمة فيها؛ إذ تستخدم معظم هذه الفحوصات سلالة واحدة أو عددًا محدودًا من البروتينات المكوّنة لفيروس كورونا.
لهذا، يعكف الباحثون في سدرة للطب على تطوير فحص أفضل للأجسام المضادة يتيح لنا معلومات مفصّلة عمّا تقدمه الفحوصات التجارية الحالية بشأن الأجسام المضادة للفيروس؛ إذ يعمل الباحثون في سدرة للطبّ على تحليل أنواع عدّة من الأجسام المضادة للمكونات البروتينية المختلفة في فيروس كورونا (كوفيد-19) وغيرها من الفيروسات التاجية الشائعة التي تصيب البشر.
يتميز هذا الفحص أيضًا بالإنتاجية المرتفعة وانخفاض تكلفته عن كافة الفحوصات التجارية الأخرى بفضل إجرائه محليًا؛ وتشير النتائج الأولية إلى أن الفحص الذي طوّرته سدرة للطب أدقّ من فحوصات الأجسام المضادة الحالية ويقدّم معلومات أكثر تفصيلًا بشأن الاستجابة المناعية لكل فرد على حدة.
والسؤال الآن، هل يعني هذا أن الأفراد الذين تُظهر فحوصاتهم وجود أجسام مضادة للفيروسات التاجية الأخرى قد اكتسبوا مناعة تحميهم من فيروس (كوفيد-19)؟ أو هل يمكن أن يُصابوا بأعراض أقلّ، أو قد لا تظهر عليهم الأعراض مطلقًا؟ يجيبنا عن هذا السؤال الجوهري الدكتور جين-تشارلز جريفل، مدير تقنيات النمط الظاهري العميق في سدرة للطب، والذي يعمل فريقه على اختبار الأمصال الجديدة لمكافحة الفيروس، بقوله إن هناك سبعة فيروسات تاجية تصيب الإنسان، ونركز في هذا الفحص على قياس الاستجابة التفاعلية تجاهها جميعًا، على العكس من الأسلوب المتبع في معظم الفحوصات التجارية الحالية. كما أننا نعمل عن كثبٍ مع مراكز وجهات أخرى في دولة قطر، لمعرفة ما إذا كانت الأجسام المضادة للفيروسات التاجية الأخرى، تؤثر على الجهاز المناعي من عدمه، بالإضافة إلى الكشف عن كيفية تأثيرها على المسار السريري للمرضى المصابين".
يتألف فريق الدكتور جريفيل في مختبر التنميط الظاهري الرئيسي من إيغور بافلوفسكي وسيلما ماشا اللذان كان لهما دور فعال في إجراء الأبحاث الخاصة بالاختبارات المصلية لسدرة للطب.
بدوره يؤكد الدكتور باتريك تانج، رئيس قسم علم الأمراض في سدرة للطب، أنه إذا أمكن إجراء هذا الفحص لعدد كبير من السكان، سيساهم ذلك يقينًا في تحسين دقة النتائج التي نحصل عليها؛ ويضيف قائلًا: "يبلغ معدّل دقة فحوصات الأمصال التجارية الحالية قُرابة 80 إلى 90 في المائة؛ وإذا أمكننا إجراء فحص أكثر دقة، سنتأكد أكثر من اكتساب الأفراد مناعة ضد فيروس كورونا المستجد، والذين لا يُرجح ظهور الأعراض عليهم في حال معاودة إصابتهم بالفيروس. وهذا يعني ضمان سلامة هؤلاء الأفراد عند ممارسة الوظائف التي تقتضي التعامل مع الجمهور، أو عند سفرهم أو مشاركتهم في التجمعات العامة والأنشطة الجماعية".