الوقوف بثبات: خطوات نحو مستقبل جديد

قصص المرضى

محنة طبية مؤلمة لرضيعة كويتية تتحول إلى أمل في سدرة للطب

24 أكتوبر 2023، الدوحة، قطر – يتبع سدرة للطب (عضو مؤسسة قطر) نهجًا مبتكرًا ومتعدد التخصصات في تقديم الرعاية لإنقاذ حياة فتاة كويتية صغيرة.

بداية مؤلمة

شخص الأطباء فاطمة بتعرضها لتقييد النمو داخل الرحم، الأمر الذي يشير إلى أنّها لم تكن تنمو حسب المتوقع داخل رحم والدتها. وبعد مرور ثلاثة أيام فقط على ولادتها، تعرضت لإصابة بعدوى مهددة للحياة في الأمعاء تُعرف بالالتهاب المعوي القولوني الناخر، مما تطلب من الأطباء في الكويت أن يجروا فغرًا طارئًا في اللفائفي١.

عندما أتمت فاطمة سبعة أشهر من عمرها، أصيبت بمتلازمة الأمعاء القصيرة ومضاعفات مثل فشل النمو وإنتان مهدد للحياة. وقد نتج عن هذا الإنتان نخر، حيث بدأت الأنسجة في قدميها وأطراف أصابعها تموت.

نتيجة لذلك، عانت فاطمة من سوء التغذية واحتاجت إلى دعم غذائي متخصص وتدخل جراحي فوري للحد من انتشار النخر. وقد كانت معرضة لخطر متزايد من أن تفقد جميع أطرافها. واحتاجت أيضًا إلى أن تخضع لجراحة في الأمعاء لعلاج متلازمة الأمعاء القصيرة التي أصيبت بها، وشمل ذلك إغلاق فغرة اللفائفي المؤقتة لديها. كان عامل الوقت مهمًا.

fatima

النهج متعدد التخصصات في تقديم الرعاية

بمساعدة فريق خدمات المرضى الدوليين التابع لسدرة للطب، هرع والدا فاطمة بها إلى قطر قادمين من الكويت. جهّز فريق خدمات المرضى الدوليين جميع المعاملات الورقية، وعملوا جنبًا إلى جنب مع الفرق السريرية لضمان تلقي فاطمة خطةً علاجية مخصصة لها لتلبية احتياجاتها الفريدة بمجرد وصولها المستشفى.

قالت جيني ساكري، رئيسة التمريض السريري بعيادة الأطفال التخصصية لخدمات إعادة التأهيل الدولية التابعة لسدرة للطب: "تطلب تقديم الرعاية لفاطمة الوصول إلى العديد من مقدمي الخدمات المتخصصة لدينا، بما في ذلك التخصصات الجراحية المختلفة المتعددة، والمعالجين، ومختصي التغذية، وأطباء إعادة التأهيل، والعناية المركزة للأطفال، وعناية أجنحة مرضى الجراحة. وقد أظهرت رعايتنا لها خبرتنا القوية والعميقة، فقد جمعنا فريقًا أساسيًا لإنقاذ حياتها ولضمان تلقيها الدعم الصحيح طوال رحلتها، بما في ذلك رعاية المتابعة وتقديم الاستشارات."

جراحات التجميل والعظام

تم تكوين فريق مشترك يضم جراحي التجميل وإعادة الترميم (الدكتور جرايم جلاس) وجراحي العظام (الدكتور فرحان علي) لمعالجة أطراف فاطمة المتضررة.

قال الدكتور جرايم جلاس: "تطلب الأمر إجراء جراحة عاجلة لفاطمة لنتمكن من إنقاذ الأجزاء السليمة في قدميها ويديها قبل انتشار النخر فيهما. وخلال ساعات من دخولها المستشفى، أزلنا النسيج الميت من قدميها وتركنا أكبر قدر ممكن من الأجزاء السليمة في كل قدم.

أزلنا أيضًا النسيج الميت من أطراف أصابعها، وتمكنّا من إنقاذ جميع أصابعها من التعرض للبتر. بعد ذلك أخذنا رقعة جلدية من فخذها لإغلاق الجروح. كانت هذه العملية معقدة ودقيقة للغاية فقد كان من الضروري إنقاذ أكبر قدر ممكن من أطراف المريضة."

fatima 2

جراحة الأمعاء القصيرة

بعد خضوع فاطمة لجراحة الأطراف، أصبحت جاهزةً لبدء المرحلة الثانية من رحلة التعافي - للتأكد من أنّها تلقت الدعم الغذائي الصحيح استعدادًا لجراحة الأمعاء الصغيرة.

يُعد سدرة للطب المستشفى التخصصي الوحيد في منطقة الخليج الذي يقدم برنامجًا متقدماً لإعادة التأهيل للوظائف المعوية خاصًا بالمرضى الصغار المصابين بمتلازمة الأمعاء القصيرة. يضم البرنامج أطباء، وجراحين، ومختصين في التغذية، وصيادلة، وقد عملوا جميعًا على وضع خطة علاجية مخصصة لفاطمة.

قال الدكتور منصور علي، الرئيس التنفيذي لقسم الجراحة، الذي أسس أيضًا برنامج إعادة التأهيل المتقدم للوظائف المعوية بسدرة للطب: "بمجرد وضع فاطمة تحت رعاية الفريق متعدد التخصصات في برنامج إعادة التأهيل المتقدم للوظائف المعوية، بدأنا على الفور بإعطائها تغذية وريدية وتعديل نظام التغذية الفموية الذي  تتلقاه. استغرق ذلك الأمر شهرين إلى أن أصبحنا واثقين من أنّ فاطمة قد اكتسبت القدر الصحيح من الوزن. وأغلقنا بعد ذلك فغرة اللفائفي بنجاح ثم أجرينا جراحة الأمعاء القصيرة لإعادة ربط أمعائها ببعضها."

وأكمل الدكتور علي قائلاً: "يعتمد الأطفال المصابون بمتلازمة الأمعاء القصيرة عادة على تغذية وريدية لفترة طويلة. وفي غياب إستراتيجية علاج متزامنة، يواجه عدد كبير من هؤلاء الأطفال مستقبلًا قاتمًا متمثلًا في الإصابة بالعدوى والفشل الكبدي. إلا أنّه مع تطبيق إعادة التأهيل المتقدم للوظائف المعوية، يمكننا القول بكل فخر إنّ معدل البقاء على قيد الحياة وصل إلى ٩٠٪ وهي نسبة مذهلة، مع حياة خالية من التغذية الوريدية المستمرة، ودون الحاجة إلى الخضوع لزراعة معوية. كنا فخورين للغاية برؤية نمو فاطمة وتطورها وانتقالها إلى المرحلة التالية والأخيرة من برنامجها العلاجي".

نهجٌ جديد لحل مشكلةٍ فريدة

بجانب الجراحات التي خضعت لها فاطمة، كان من المهم أن تتلقى علاجًا صحيحًا يتضمن تحميل الوزن لإعدادها من أجل تركيب أطراف صناعية لقدميها في المستقبل.

قال كيرت طومسون من وحدة العلاج الطبيعي: "فاطمة الآن في المرحلة الأخيرة من رحلة تلقيها الرعاية معنا، الأمر الذي يتطلب برنامجًا شاملًا لإعادة التأهيل. وقد حرصنا على تحميل وزن على ساقيها وأن تمر بمراحل التطور الطبيعية بدءًا من الجلوس والوقوف وصولًا للمشي. كان ذلك مهمًا لتطورها البدني والعقلي. وقد واجهنا تحديًا لعدم ارتياح فاطمة لأي وزن على الجزء المتبقي من أطرافها وهي واقفة، حتى إذا كان ذلك لفترة قصيرة من الوقت."

"كانت هذه هي اللحظة التي طبقنا فيها فكرة مبتكرة بعض الشيء. فبالتعاون مع عبد الله، مختص تقويم العظام، صنعنا زوجًا من الأقدام مصممًا بالكامل خصيصًا لفاطمة لمساعدتها على الوقوف بمفردها، ومناسبٌ لانتعال الأحذية. وقد كان هذا إجراءً مؤقتًا ريثما تحصل على الأطراف الصناعية. وكانت أولى محاولاتنا باستخدام هذه الأقدام المصممة ناجحة. وعلى مدار ثلاثة أسابيع، وبمساعدة منّا، كانت فاطمة سعيدة بأنّها استطاعت الوقوف مدةً تصل إلى ٢٠ دقيقة، دون شكوى!"

fatima 3

الوقوف بثبات: خطوات نحو مستقبل جديد

قال والدا فاطمة: "ابنتنا الجميلة تقف بثبات اليوم حقًا! لقد أظهرت شجاعة وقوة منذ اللحظة الأولى لولادتها وطوال محنتها. ونحن ممتنون للغاية للفريق الرائع بسدرة للطب، فهم لم يدخروا أي جهد في منح ابنتنا الأفضل في الجراحة وإعادة التأهيل والمتابعة. انتقلت عائلتنا بالكامل إلى هنا لتكون بجانبها، ولم ينتابنا للحظة شعورٌ بعدم الاهتمام. كان أعضاء الفريق معنا في كل خطوة طوال الطريق، مؤكدين على أنّنا جميعًا شركاء بنفس القدر في تحقيق الأفضل لفاطمة. شكرًا سدرة للطب، لقد لعبت دورًا هامًا في تغيير مسار صحة فاطمة وسلامتها نحو الأفضل."

خرجت فاطمة منذ ذلك الوقت من سدرة للطب وهي الآن في بيتها في الكويت. وبفضل الحل المبتكر، قررت عائلتها الانتظار إلى تكسب فاطمة بعض الوزن الإضافي وأن تزداد نموًا قبل أن تحصل على الأطراف الصناعية.

سيستمر سدرة للطب في تقديم استشارات المتابعة على مدار الأشهر القليلة القادمة عن طريق عقد لقاءات بالفيديو لدعم تمارينها المنزلية وبرامج التغذية الوريدية الكاملة.

لمزيد من التفاصيل حول سدرة للطب، يرجى زيارة موقعنا الإلكتروني www.sidra.org.