سدرة للطب يطلق برنامجاً تجريبياً لعلاج سرطان الأطفال بالطب الدقيق

الأخبار

 14 فبراير 2021، الدوحة، قطر - أطلق فريق متعدد التخصصات من باحثي وأطباء سدرة للطب، برنامجاً تجريبياً للتخزين الحيوي لعينات سرطانية مأخوذة من أطفال مصابين لتطوير علاجات شخصية خاصة بكل مريض.

تم إطلاق المستودع الحيوي بقيادة الدكتور ڤوتر هندريكس، الباحث الرئيسي في مختبر أوميكس لسرطان الأطفال ورئيس البرنامج التجريبي، بالتعاون مع الدكتور ويليام ميفسود، الطبيب المعالج من قسم علم الأمراض التشريحي في سدرة للطب، حيث يقدم المستودع نظاماً متكاملاً لجمع عينات من المرضى ومطابقة البيانات المعقدة مع المعلومات السريرية.

يقول الدكتور ڤوتر هندريكس "الطب الشخصي مختلف كثيراً عن نهج العلاج القائل بأن هناك "مقاساً واحداً يناسب الجميع". إنه نهج تفصيلي متقدم يتناول إدارة صحة المريض وعلاجه بشكل أفضل. وهو لا يساعد في إدارة المرض فحسب، بل يأتي أيضاً بأفضل النتائج. إن تطوير برنامج المستودع الحيوي التجريبي هو تمثيل حقيقي لتعاون قسم الأبحاث مع قسم علم الأمراض ورعاية المرضى لتوفير إمكانية فحص الورم الخبيث لكل طفل مريض بأحدث الطرق المتاحة".

ينشأ مرض السرطان من خلال طفرة عشوائية مستمرة، وغالباً ما يحمل المرضى عدداً كبيراً من الطفرات المختلفة مما يؤدي إلى عرض غير متجانس للمرض، وغالباً ما يترافق بتغيرات في النتائج والاستجابة للعلاج. كذلك يمكن للخلايا المناعية التعرف على الخلايا السرطانية وقتلها، وهذه بدورها تقوم بتطوير تعديلات تجعلها "غير مرئية" لجهاز المناعة.

يتضمن علم الأورام الدقيق للسرطان تنميطاً جزيئياً لأنسجة المريض السرطانية. أتاحت التطورات التكنولوجية الكبيرة الفرصة لتوصيف الملامح الجينومية والبروتينية والأيضية والخلوية للمرضى، من خلال تصميم استراتيجيات علاجية تستهدف التغيير الجزيئي الكامن وراء مرض كل شخص على حدة، وبدقة شديدة.

Sidra Medicine - Dr. Wouter Hendrickx

يتابع الدكتور هندريكس "سينتج عن هذا البرنامج التجريبي مجموعة من البيانات التي ستمكننا من تقديم المشورة لتشخيص الدرجات السريرية للطفرات الجسمانية النادرة المستهدفة على المدى القصير، وتسهيل تسجيل المرضى في التجارب السريرية التي ستقرّبنا خطوة من إيجاد أفضل خطة للعلاج. نعتقد أنه على المدى الطويل، سيمهد هذا المشروع الطريق لإطلاق الطب الدقيق الشخصي ويتيح تطبيقه على كل طفل مريض بالسرطان في قطر. يهدف سدرة للطب إلى العمل بشكل وثيق مع (قطر بيوبنك للبحوث الطبية )لإنجاح هذا المستودع".

المستودع الحيوي هو مشروع مشترك يقوم على جهود مختلف الوظائف البحثية والسريرية في سدرة للطب، بتعاون وثيق مع قسم أورام الأطفال، الذي يرأسه الدكتور أيمن صالح ومركز الأبحاث السريرية بقيادة الدكتورة كيارا كوغنو. يتضمن البرنامج تحديد السمات الجينية لأورام كل مريض، متبوعاً بالتحليل الخلوي الذي يساعد في تحديد الهدف المحتمل للعلاج الخلوي وأدوات التصوير التشخيصي غير الغازية.

يقول الدكتور دافيد بيدوغنيتي، مدير قسم أبحاث السرطان في سدرة للطب: "ما نقوم به هو تحليل أكبر عدد ممكن من المؤشرات للعثور على العوامل المهمة التي يمكن استخدامها لتوجيه العلاج أو إيجاد أهداف جديدة. في الوقت الحاضر يمكننا دراسة كل خلية في كتلة الورم بشكل منفصل. وهذا يعني دراسة كل من الخلايا السرطانية والخلايا المناعية للمرضى. ولكن للقيام بذلك، نحتاج إلى تخزين العينات ومعالجتها على الفور، بمجرد جمعها، باستخدام بروتوكولات محددة. وهكذا فإن مجموعة منهجية مثل تلك التي تم تحصيلها في برنامج المستودع الحيوي التجريبي، تمثل الخطوة الأولى والحاسمة للسماح بتوصيف شامل للسرطان".

ويتابع الدكتور بيدوغنيتي "نظراً للسرعة التي تتطور بها الأبحاث والطب عموماً، تظهر علاجات جديدة بشكلٍ متتابع وسريع. وبمناسبة اليوم العالمي لسرطان الأطفال المصادف في 15 فبراير، نؤكد إيماننا الراسخ بفائدة هذا البرنامج التجريبي، واعتباره خطوة في الاتجاه الصحيح نحو برنامج الطب الدقيق في سدرة للطب". 

عند تشخيص الورم الخبيث، ستُتاح للأطفال المرضى بالأورام في سدرة للطب الفرصة للمشاركة في المشروع التجريبي والتبرع بالأنسجة السرطانية التي لم تعد مطلوبة لتشخيصهم السريري، وإضافتها إلى مستودع سدرة الحيوي لسرطان الأطفال. سيتم بعد ذلك استخدام هذه المواد لدراسة مرضهم من أجل تطوير علاجات شخصية تناسب كل واحد منهم.

يقول الدكتور ويليام ميفسود، وهو طبيب معالج في قسم علم الأمراض: "يعرض برنامجنا رؤية سدرة في الطب الدقيق لكل طفل. نحن نجمع بين قدراتنا البحثية ذات المستوى العالمي والرعاية السريرية المتقدمة حتى يتسنى لجميع الأطفال المصابين بالسرطان في قطر الحصول على فرصة لدراسة أورامهم بتفصيل غير مسبوق. من خلال فهم تطور وتقدم كل ورم لدى كل طفل، قد نتمكن من استهداف سرطان كل مريض بعلاجات محددة ومخصصة".

ويختم الدكتور ميفسود قائلاً "برنامجنا متاح لجميع أسر الأطفال المصابين بالسرطان في قطر، الراغبين في المشاركة، ومن خلال هذا البرنامج سنكون قادرين على بناء فهم فريد للأنشطة الجزيئية التي ينطوي عليها تطوير علاج سرطان الأطفال، والحفاظ عليه، والاستجابة له، لأن العلاجات ستكون مناسبة للمرضى بشكل محدد. نشجع جميع أسر الأطفال المصابين بالسرطان في قطر على الانضمام إلينا في هذا المسعى النبيل".