يؤكد عضو مؤسسة قطر على أهمية التطعيمات والاهتمام بنظافة اليدين في الوقاية من الإنتان
نجح سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، في استضافة ندوة قطر الوطنية في دورتها الثامنة بشأن الإنتان في ١٣ سبتمبر وبلغ عدد تسجيلات الحضور عبر الإنترنت فيها أكثر من ١٤٠٠ تسجيل. وقد تضمنت الندوة -بالشراكة مع مؤسسة حمد الطبية- متحدثين محليين وعالميين، وسلطت الضوء على أهمية دور المجتمع في الوقاية من الإنتان.
وصرح الدكتور محمد جناحي، رئيس قسم الأمراض المعدية ورئيس برنامج الإنتان في سدرة للطب قائلًا: "يتسبب الإنتان في وقوع حالات وفاة وإعاقة تُقدر بالملايين كل عام، ونحتاج إلى التعرف المبكر على حالات الإنتان وعلاجها لإنقاذ حياة المصابين. وقد كان دور المجتمع في الكشف المبكر عن الإنتان أحد الموضوعات التي ركزنا عليها في ندوتنا. وتشمل الأعراض المبكرة للإنتان: الحمى والقشعريرة، وانخفاض شديد في درجة حرارة الجسم، وخروج كمية بول أقل من المعتاد، والغثيان والقيء، وضربات القلب السريعة، والإسهال، والبقع الجلدية أو تغير في لون الجلد."
واستطرد الدكتور جناحي قائلًا: "قد تساهم التدخلات البسيطة وتسجيل العلامات الحيوية الأساسية في الاستجابة السريعة لعلاج الإنتان. حلت الابتكارات الحديثة في مجال السجلات الطبية الإلكترونية (EMR) محل الوسائل اليدوية المُضيعة للوقت في إدخال بيانات المريض، ما يُفسح الطريق لعملية أكثر كفاءة في إدارة الرعاية الخاصة بالإنتان عبر شبكة الرعاية الصحية. فمثلًا نجد في سدرة للطب وفي العديد من المستشفيات الأخرى في قطر أن إدخال البيانات في السجلات الطبية الإلكترونية (EMR) يتم الآن بشكل مؤتمن من خلال أدوات الفحص والتنبيهات المتكاملة للإنتان التي من شأنها المساعدة في الكشف المبكر عن الإنتان."
يمكن تحقيق الوقاية من الإنتان في بعض الحالات، وتحديدًا لدى فئات من الناس مثل: الأطفال الصغار، وكبار السن، والذي يعانون من ضعف المناعة ،والنساء الحوامل المُعرضات لخطر الإصابة الأكبر. فعلى سبيل المثال، اتباع أساليب مثل تنظيف اليدين وغسلهما جيدًا يساعد في الحد من انتشار العدوى مما يترتب عليه تقليل فرص الإصابة بالإنتان.
تقول الدكتورة رشا عاشور – طبيبة معالجة أولى بسدرة للطب- ومديرة البرنامج الوطني لإنتان الدم لدى الأطفال ورئيسة الندوة المنعقدة: "مع تغير الطقس، يجب التركيز على تلقي تطعيم الإنفلونزا خاصة مع الفئات الضعيفة مثل المرضى الذين يعانون من مشكلات صحية طويلة الأمد والسيدات الحوامل ومن تتجاوز أعمارهم ٦٥ عامًا أو الذين يقيمون في دور الرعاية. وهذا من شأنه الحد من احتمالية إصابة الفئات المُعرضة بشكل أكبر لخطر الإنفلونزا والإصابة المحتملة بإنتان الدم نتيجة لذلك."
وتتابع الدكتورة رشا عاشور موضحةً: "أثبتت الأدلة أن تلقي التطعيمات قد ساهم بالفعل على نحو كبير في الوقاية من الإنتان، إذ إن تطعيمات الأطفال لم تقتصر على حماية الأطفال الذين تلقوا التطعيم فقط، بل ساهم أيضًا في الحد من حركة انتشار الكائنات المسببة للإنتان بين المجتمع. وفي ضوء الجائحة التي يواجهها العالم الآن، لا يمكن الكف عن التشديد على ضرورة تلقي
التطعيمات. ومع توفر تطعيمات جديدة، ينبغي تشجيع تلقيها للحد من مخاطر العدوى."
وواصل دكتور جناحي قائلًا: "فعلى غرار السكتات الدماغية والنوبات القلبية، يعد إنتان الدم حالة طبية طارئة. إننا ندعو شركاءنا والمجتمع إلى تبني ثقافة "فكر في أهمية الوقاية من الإنتان" تبنيًا فعالًا لحفظ الأرواح من هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه. إذا كانت ثمة رسالة واحدة قوية نود توجيهها إلى المجتمع للحث على اتخاذ خطوات ملموسة، فهي أن الوقاية من عدوى الإصابة عن طريق تلقي التطعيمات المعتادة والالتزام بنظافة اليدين تُعد خطوات أساسية للوقاية من الإنتان. بيد أن دعم المريض ومواصلة تثقيفه بشأن هذا الموضوع جعل الإنتان إحدى أولويات الرعاية الصحية الوطنية، ويعد هذا أمرًا مُشجعًا يُثلج الصدور. يعكس نجاح الندوة هذا العام مدى جدية تركيزنا بشكل جماعي على الإنتان داخل شبكة الرعاية الصحية في قطر. إننا نشعر بالامتنان الشديد تجاه وزارة الصحة العامة وشركائنا من مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية والمجتمع الطبي - الذين لا ينفكون يظهرون حرصهم على التصدي لهذا المرض الخطير."