دراسة صادرة عن عضو مؤسسة قطر تُنشر في مجلة الجمعية الأميركية لعلم الأحياء الدقيقة
24 مارس 2021، الدوحة ، قطر –في نطاق مبادرة تعاونية أشرفت عليها فرق من قسميّ علم الأمراض والجينوم في سدرة للطب، تم نشر دراسة حول طفرة جديدة في جينوم SARS-CoV-2 والتي قد تؤثر على اختبار كوفيد-19 بواسطة اختبار معتمد من إدارة الغذاء والدواء.
تدعو الدراسة مراكز الاختبار في جميع أنحاء العالم لاتخاذ إجراءات لرصد طفرات الفيروس، والتأكد من مواكبة أحدث المستجدات في استخدام طرق الاختبار، بحيث تستند إلى أهداف جينية متعددة لتجنب النتائج السلبية الخاطئة المحتملة.
تؤكد النتائج التي نُشرت في مجلة علوم الأحياء السريرية الدقيقة، على الدور المستمر الذي يضطلع به سدرة للطب في دعم الجهود العالمية للتصدي للوباء، وإيجاد طرق اختبار فعالة وقوية وآمنة لكشف فيروس كوفيد-19.
يقول الدكتور محمد ربيط حسن، أخصائي الأحياء الجزيئية السريرية الدقيقة، من قسم علم الأمراض في سدرة للطب، والذي أشرف على الدراسة: "منذ بداية الوباء، تم إجراء فحوص مخبرية في جميع أنحاء العالم للكشف عن كوفيد-19عن طريق النسخ العكسي، في نفس وقت إجراء الـ PCR (RT-qPCR) وهذا لعب دوراً محورياً في الحد من انتشار الفيروس. بعد وقت قصير من توفر تسلسل الجينوم الفيروسي، تم تطوير العديد من فحوصات RT-qPCR وإتاحتها من قبل منظمة الصحة العالمية للاستخدام العام. لكن رغم ذلك، أدى الانتقال المستمر للفيروس من شخص إلى شخص على نطاق واسع، إلى حدوث العديد من الطفرات التي ربما يكون لبعضها تأثير على حساسية ونوعية فحوصات PCR المتاحة (الاختبارات)".
من أجل تشخيص كوفيد-19، تقوم معظم المختبرات باختبار أهدافٍ جينية متعددة. لاحظ فريق سدرة للطب أن العينات المأخوذة من العديد من المرضى الذين لا تربط بينهم علاقة، كانت إيجابية لفيروس جيني واحد فقط، مما دفع الباحثين للاشتباه في أن بعض الفيروسات المنتشرة في قطر قد يكون لديها هذه الطفرة الشائعة. من خلال فحص التسلسل الجيني لهذه الفيروسات، استطاع الفريق أن يحدد طفرة جديدة في هدف جيني شائع الاستخدام لاكتشاف كوفيد-19، ووجد أن نفس الطفرة كانت موجودة في الفيروسات التي تم التعافي منها من أفراد ليس لهم علاقة وبائية. ومن هنا أشار الفريق إلى أن هذه الطفرة الخاصة لم يتم الإبلاغ عنها من قبل أي دولة أخرى.
وتابع الدكتور حسن قائلاً "لقد لعبت طرق الاختبار الحالية دوراً رئيسياً في التخفيف من انتشار الفيروس من خلال الكشف المبكر، وتتبع الحالات المشتبه فيها، وفحص السكان المعرَّضين للخطر، لكن الآثار المترتبة على نتائج الاختبارات غير الدقيقة قد تتسبب في جعل السلطات الصحية تفقد آثار الأفراد المصابين بفيروس كوفيد-19. قد ينشر المرضى المصابون الفيروس دون علمهم، ويمكن أن تؤثر نتائج الاختبار الخاطئة على الرعاية الطبية للأفراد المصابين. تخلص دراستنا إلى أنه من الضروري التأكد من أن تكون طرق RT-qPCR المستخدمة في اختبار كوفيد-19 حديثة وشاملة لمثل هذه المتغيرات، في حالة حدوث طفرات أخرى تجعل الفيروس غير قابل للكشف بواسطة الاختبارات الجزيئية الحالية".
نشأت الطفرة المحددة في الدراسة من جين فيروسي يستخدمه اختبار موصى به من قبل منظمة الصحة العالمية، تم تطويره بواسطة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة.
يقول د. باتريك تانغ، رئيس قسم علم الأحياء الدقيقة في سدرة للطب: "هذه الدراسة هي برهان على تميز سدرة للطب في مجال علم الأمراض وتطور خبراته البحثية. نحن ملتزمون بالتصدي لهذا الوباء، ونبذل الكثير من الجهود التي يدعمها الابتكار والحافز لمواصلة تطوير الأساليب الحالية. أنا فخور جداً بنتائجنا وأبحاثنا الرائدة التي ستساعد سكان دولة قطر خصوصاً والمجتمع العالمي عموماً".
تابع د. تانغ: "أثبتت النتائج التي توصلنا إليها أيضاً أهمية اختبار أهداف جينية متعددة لـ SARS-CoV-2 بالإضافة إلى التحقيق السريع في أي نتائج غير عادية مع التسلسل الجيني. هذا يصح تماماً في البلدان الأخرى التي ينتشر فيها كوفيد-19. لحسن الحظ، فإن معدل انتشار طفرة السارس- CoV-2 الجديدة في قطر منخفض، ومن غير المرجح أن تفلت مثل هذه الفيروسات من الاكتشاف محلياً، لأن اختبار كوفيد-19في قطر يعتمد تقريباً على اكتشاف أهداف فيروسية متعددة".
يتألف فريق سدرة للطب من الدكتور محمد ربيط حسن، أخصائي الأحياء الدقيقة الجزيئية السريرية، ود. ساتيافاثي سونداراجو، أخصائي أبحاث، ود. تشيدامبارام مانيكام، عالم مساعد، والسيد فهيم ميرزا، تقني أول، والسيد حمد الهيل تقني، ود. ستيفان لورينز، مدير مركز الجينوم، ود. باتريك تانغ، رئيس قسم علم الأحياء الدقيقة.
تم نشر نتائج الدراسة في مجلة علوم الأحياء السريرية الدقيقة، بعد مراجعتها من قبل النظراء، التي تصدرها الجمعية الأميركية لعلم الأحياء الدقيقة: https://jcm.asm.org/content/early/2021/01/19/JCM.03278-20.long