بجراحة صرع معقدة لأول مرة لمريض دولي
28 نوفمبر 2020، الدوحة، قطر - سالم فتى كويتي عمره 10 سنوات، كان يعاني من حالة صرع صعبة إذ يصاب بخمس عشرة إلى ثلاثين نوبة في اليوم على الأقل. كان طول النوبات يتراوح بين بضع ثوانٍ وأربع دقائق، مما يشكل خطراً على صحته.
تم نقله إلى سدرة للطب في قطر، بعد أن طلبت عائلته في الكويت رأياً طبياً ثانياً من برنامج العلاج التخصصي الشهير في مستشفى سدرة، المخصص للأطفال المصابين بالصرع المستعصي.
يقول والد سالم، الدكتور عبد الرحمن عبد الله: "نظراً لطبيعة حالة الصرع لدى ولدي، كان يجب أن يخضع للمراقبة طوال الوقت، لأنه كان معرضاً للإصابة بنوبة لا يمكن السيطرة عليها في أي لحظة، مع زيادة خطر إيذاء نفسه. ورغم أنه كان يخضع لبرنامج علاجي جيد للصرع في الكويت يتضمن تناول أدوية مضادة للنوبات، إلا أنه وصل إلى مرحلة لم يعد يستجيب فيها للعلاج التقليدي أو الأدوية".
تابع والد سالم "لقد اتخذنا قرارنا بإحضار ولدي سالم إلى سدرة للطب بناءً على توصياتٍ عديدة حصلنا عليها من عدد من الجهات الطبية الدولية والإقليمية المعنية بطب الأطفال. كانت العلاجات المتخصصة والمتقدمة التي قدمها سدرة للطب تنافس أفضل العلاجات المقدمة في الولايات المتحدة أو أوروبا. أنا وعائلتي ممتنون جداً للرعاية التي تلقاها ولدنا هنا".
يقول الدكتور حسام كيالي، رئيس قسم طب الأعصاب في سدرة للطب بالإنابة : "سمعنا بحالة سالم عندما تواصل والده مع مكتبنا الدولي بشأن إنقاذ حياة ابنه. يمكن أن يكون الصرع المستعصي عبئاً ثقيلاً، خاصة على الأطفال، لأنهم يحتاجون إلى المراقبة والرعاية المستمرة. أظهرت الدراسات أن 3-4 في المئة فقط من المرضى الذين يعانون من الصرع المستعصي يستجيبون للعلاج بالأدوية المضادة للصرع. قد تكون العلاجات المتطورة مثل جراحة الصرع هي الحل الوحيد في مثل هذه الحالات. بعد تقييم شامل لحالة سالم في سدرة للطب، قررنا إخضاعه للجراحة".
تلقى سالم الرعاية في سدرة للطب من قبل فريق متعدد التخصصات مؤلف من خبراء في علم الأعصاب وعلم وظائف الأعضاء العصبية والأشعة والطب النووي وعلم النفس العصبي وجراحة الأعصاب. كما تم دعمه على نطاق واسع من قبل فريق أوسع من المتخصصين في الصحة المهنية والعلاج الطبيعي وطب إعادة التأهيل وطب العيون لضمان تقديم برنامج رعاية شامل له، قبل الجراحة وبعدها.
سدرة للطب هو أحد مستشفيات الأطفال القليلة في الشرق الأوسط التي لديها خبراء متخصصون في طب الأطفال، يشرفون على مجموعة كاملة من برامج رعاية الأطفال الذين يعانون من أمراض معقدة أو تحديات صحية بما في ذلك الصرع.
وتابع الدكتور كيالي "بدأ برنامج سالم العلاجي في سدرة للطب بتقييم شامل لحالته في وحدة مراقبة الصرع (EMU) مع مراقبة بالفيديو EEG وتصوير عصبي متقدم مثل التصوير عالي الدقة بالرنين المغناطيسي للدماغ وفحص PET. وظهر أن سالم كان قد أصيب بجلطة دماغية عندما كان جنيناً في رحم أمه. وهذا يفسر سبب معاناته من نوبات صرع مستعصية عند بلوغه الخامسة من العمر، الأمر الذي زاد الضرر تدريجياً على الجانب الأيسر من دماغه".
بعد الانتهاء من تقييم حالة سالم، تشاور الدكتور كيالي وفريقه مع جرَّاحي الأعصاب في سدرة للطب، والدكتور إيان بوبل رئيس قسم جراحة الأعصاب، والدكتور خالد الخرزي، وتقرر أنه في حالة سالم سيكون من المفيد إجراء شق في نصف المخ الأيسر، وهي تقنية متطورة ومبتكرة أثبتت قدرتها على تقليل معدل المضاعفات مع الحفاظ على سيطرة جيدة على النوبات.
الدكتور بوبل هو أحد جرّاحي الأعصاب القلائل المتخصصين في إجراء هذا النوع من الجراحات للأطفال على مستوى العالم، وقد أجرى مع الدكتور خرزي العديد من جراحات الأعصاب الرائدة المنقذة لحياة الأطفال في قطر، شملت بعض المرضى الدوليين.
يقول الدكتور بوبل: "إن جراحة المخ النصفية هي إجراء معقد للغاية، علماً بأن حالة سالم كانت أول حالة من هذا النوع نستقبلها لمريض دولي. أجرينا الجراحة في غرفة عمليات التصوير العصبي المتقدمة ذات التقنية العالية، حيث قمنا بفصل الجانب الأيسر من دماغ سالم عن الجانب الأيمن. ثم أزلنا الجزء المصاب من دماغه الذي كان يتسبب بحدوث النوبات، من خلال التوجيه بواسطة صور الرنين المغناطيسي الخاصة في غرفة العمليات".
خضع سالم للتصوير بالرنين المغناطيسي بعد الجراحة مباشرة. ساعد التصوير بالرنين المغناطيسي الجرَّاحين على التأكد من أن الأجزاء الموجودة في الجانب الأيسر من دماغه، والتي كانت تتسبب بالنوبات قد فُصلت.
نُقل سالم بعد العملية إلى جناح العناية المركزة للأطفال في سدرة للطب حيث مكث لمدة ثلاثة أسابيع أخرى، خضع خلالها للعلاج الطبيعي والوظيفي. وخلال هذه الفترة لاحظ الفريق الطبي بكل ارتياح أنه لم يعانِ من أي نوبات صرع. سيستمر سالم في تلقي الرعاية المتخصصة في وطنه الكويت، حيث يقوم الأطباء في سدرة للطب بتنسيق رعايته مع الفريق الطبي هناك.
أضاف والد سالم، الدكتور عبد الله قائلاً "بصفتي طبيباً، كنت أدرك جيداً تعقيدات حالة ابني وأنا معجب جداً بمستوى الرعاية والاحترافية والمنهجية التي عمل بها فريق سدرة للطب لإدارة حالة ولدي. إن وجود مثل هذا المستشفى هو أمر مطمئن للغاية للعائلات في منطقة الخليج، إذ باتوا قادرين الآن على الاستعاضة عن السفر وإمضاء شهور متتالية في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو أوروبا لإجراء مثل هذه الجراحة المعقدة".
يقول البروفسور زياد حجازي، الرئيس الطبي بالإنابة في سدرة للطب: "أنا فخور جداً بنهجنا القائم على روح الفريق، بدءاً من التنسيق الذي قام به مكتبنا الدولي، إلى طريقة عمل فريق طب الأعصاب والفيزيولوجيا العصبية والأشعة وجراحة الأعصاب لضمان حصول سالم على أعلى معايير الرعاية الممكنة. هذا دليل على ارتفاع مستوى المهارات والخبرات العالمية في سدرة، وهنا أود أن أؤكد التزامنا بتقديم أفضل خدمات طب الأطفال في المنطقة وخارجها. لدى سدرة للطب مكتب تنسيق قوي للغاية للمساعدة في حالات الأطفال القادمين من الكويت وباقي دول العالم، وقد قمنا هذا العام وحده بعلاج ورعاية أكثر من 40 مريضاً من الكويت".