24 يناير 2024، الدوحة، قطر – نشر باحثون من سدرة للطب، العضو في مؤسسة قطر، بالتعاون مع فرق من الجامعة الفيدرالية في ريو غراندي دو سول (البرازيل) ومركز مونيل كيميكال سنسز (الولايات المتحدة الأميركية) دراسة رائدة في مجلة مولكيولار ميتابوليزم (الاستقلاب الجزيئي) تناولت موضوع التمثيل الغذائي الجزيئي. برهنت الدراسة على أن الاستهلاك قصير المدى للأغذية عالية المعالجة يمكن أن يضعف استقلاب المخ وحاسة الشم لدى الفئران.
أشرف على الدراسة من سدرة للطب الدكتور لويس ر. سارايفا، الباحث الرئيسي والمدير المساعد لقسم نمذجة الأمراض البشرية وعلاجاتها، حيث قام فريق البحث باستكشاف التأثير قصير المدى لاستهلاك الأطعمة عالية المعالجة على الجسم، خاصة في ضوء زيادة معدلات السمنة العالمية والمخاوف الصحية الحالية.
تضمنت الدراسة تصميماً تجريبياً تفصيلياً، استمر لفترة لم تزد عن شهرين، تمت من خلاله تغذية الفئران بثلاثة أنظمة غذائية مختلفة: نظام غذائي قياسي يعتمد على الحبوب، ونظام غذائي عالي المعالجة، ونظام غذائي عالي الدهون.
أجرى الباحثون سلسلة شاملة من الاختبارات، تناولت الأنماط السلوكية والتمثيل الغذائي، وتسجيلات الرسم الكهربي لحاسة الشم، وتصوير استقلاب الغلوكوز في الدماغ، وقياس التنفس بالميتوكوندريا. كما تم إجراء تسلسل الحمض النووي الريبوزي (RNA) المتقدم على عينات مأخوذة من الأنف ومناطق مختلفة من الدماغ لفهم التأثير الجيني.
قالت الدكتورة ميلاني مخلوف، المؤلف الأول المشارك في إعداد الورقة البحثية من سدرة للطب: "أظهرت دراستنا أن استهلاك الأغذية عالية المعالجة، حتى وإن كان لفترة قصيرة، يكفي لإحداث تشوهات شمية ودماغية مبكرة، وهذا يعني أن هذا النوع من الأغذية قادر على تغيير الخيارات الغذائية للمستهلك وإصابته بأمراض التمثيل الغذائي. هذه النتائج ما هي إلا تذكير حاسم بالآثار السريعة والضارة التي يمكن أن تحدثها الأطعمة المصنّعة على النظم البيولوجية الرئيسية. كما أنها تلقي الضوء على المخاطر المحتملة المرتبطة بالانغماس في الأطعمة المصنّعة، ولو كان ذلك على المدى القصير. يُعتبر هذا مصدر للقلق لاسيّما حين نلحظ كيف أصبحت الأطعمة المصنعة عنصراً أساسياً في العديد من الأنظمة الغذائية المنزلية".
تُعد هذه الدراسة، التي شارك في تمويلها كل من سدرة للطب ومنحة الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي2، إضافة مهمة إلى المؤلفات الموجودة حول التأثيرات الصحية للأغذية المصنّعة، وتثير أسئلة أساسية حول الخيارات الغذائية في المجتمع المعاصر.
وقال الدكتور سارايفا: "يشتهر سدرة للطب بالتزامه بالأبحاث الرائدة والابتكار، ونتائج هذه الدراسة بالذات هي بمثابة دعوة للاستيقاظ. فهي تظهر مدى السرعة التي يمكن أن تؤدي بها الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة المصنّعة إلى تغيرات في وظائف المخ، مما قد يؤثر على السلوكيات واختيارات الطعام. سيكون لهذا البحث آثار كبيرة على المبادئ التوجيهية الغذائية وسياسات الصحة العامة واتجاهات البحث المستقبلية في مجال التغذية وعلم الأعصاب".