بفضل إجراءات علاجية مبتكرة في سدرة للطب، فتى مصاب بتشوه شرياني وريدي بالقدم يستعيد القدرة على المشي دون عكازات

الأخبار

قسم الأشعة التداخلية يقدم رعاية رائدة للمرضى في سدرة للطب



8 أكتوبر 2024، الدوحة، قطر: سيمون سعادة، فتى لبناني تقيم عائلته في قطر، وُلد مصابًا بحالة نادرة من مرض التشوه الشرياني الوريدي في قدمه، ما جعل حياته معاناة دائمة استمرت حتى الرابعة عشرة من عمره، حينما قررت عائلته التوجه إلى سدرة للطب طلبًا لعلاج ابنها.

وتحدث حالات التشوه الشرياني الوريدي حينما تتشابك الأوعية الدموية بشكل غير منتظم، فتربط مباشرة بين الشرايين والأوردة وتجعلها تنزف أو تسرق الدم من الأنسجة الطبيعية. وقد يحول ذلك دون حصول الأنسجة المحيطة على كفايتها من الأكسجين. ويواجه الأشخاص المصابون بالتشوه الشرياني الوريدي مخاطر مثل تمزق الأوعية الدموية لديهم أو تعرضها للنزيف، مما يُعرضهم لمضاعفات صحية خطيرة.

وغالبًا ما يظهر التشوه الشرياني الوريدي في مناطق الدماغ أو الرقبة أو الأطراف. ولكن حالة سيمون كانت حالة نادرة لأنها كانت على السطح الإخمصي لقدمه، ما جعلها تعيق قدرته على المشي بشكل طبيعي.

وكان سيمون قد خضع خلال سنوات طفولته المبكرة، لعدة عمليات تصحيحية خارج قطر، ولكنها لم تحقق النتائج العلاجية المنشودة، مما تسبب في جعل إحدى ساقيه أطول من الأخرى؛ ليجبره ذلك على الاعتماد على عكازات حتى يمكنه الحفاظ على اتزان حركته أثناء المشي. وظل سيمون عرضة لمخاطر صحية كبيرة، حيث كانت عائلته تُضطر دائماً إلى حمل حقيبة ظهر مليئة بالمستلزمات الطبية للتعامل مع أي نوبات نزيف طارئة.

ولكن ثمة من نصح العائلة بالتوجه إلى سدرة للطب طلبًا للعلاج، باعتباره مستشفىً رائدًا في تقديم الرعاية المتخصصة لعلاج أمراض النساء والأطفال.

علاج مبتكر

وبعد فهم الطبيعة المعقدة لحالة سيمون الطبية، وضع قسم الأشعة التداخلية في سدرة للطب خطة علاجية مخصصة اشتملت عدة جلسات من الإصمام للتشوه الشرياني الوريدي. وتمحورت الخطة العلاجية التي قدمها فريق الأشعة التداخلية للتعامل مع التشوه الشرياني الوريدي لدى سيمون حول علاج الأعراض وتقليل مخاطر النزيف، وهو ما سوف يسهم في تحسين جودة حياته.

ويعتمد إصمام الشرايين الوريدية، وهو إجراء جراحي طفيف التوغل، على أنبوب قسطرة يتم تمريره عبر شق صغير في الفخذ. وقد استعان الفريق المعالج بهذا الإجراء لغلق الأوعية الدموية غير الطبيعية في كاحل سيمون، وذلك بهدف تقليل تشوه الشرايين الوريدية عبر منع تدفق الدم إلى هذه المنطقة.

وقال الدكتور وليد مبارك، طبيب الأشعة التداخلية ورئيس الفريق الطبي في سدرة للطب: "ما يميز هذا التدخل هو طبيعته الأقل تدخلاً ودقته، مما يسمح لنا بالوصول بشكل خاص إلى أفرع الأوعية من الدرجة الثالثة في القدم. ولا يتوفر هذا النهج المتطور في العديد من مستشفيات الأطفال، لكونه يتطلب الدخول عميقًا في الجهاز الوعائي. ونظراً لأن تأثير هذا الإجراء غالبا ما يُلمس بشكل فوري، فإن ذلك يغني عن الحاجة لإقامة طويلة بالمستشفى. ولذلك تمكن سيمون من العودة إلى المنزل في اليوم التالي، بضمادة صغيرة فقط على فخذه."

كانت هذه هي المرحلة الأولى من البرنامج العلاجي الذي حظي سيمون من خلاله بعملية تعافٍ سريعة وفعالة وغير مصحوبة بالآثار الجانبية المعتادة للجراحات العادية.

وقال سيمون: "شرح لي الأطباء في سدرة للطب كل شيء بالتفصيل، وكانوا حريصين على إشراكي في كل خطوة من خطوات البرنامج العلاجي. أما فريق الأشعة التداخلية فقد أعطى الأولوية دائماً لسلامتي، وكان هدفهم مساعدتي على المشي مرة أخرى. وبفضل الإجراءات التي اتخذوها جاءت عملية التعافي أسرع وأقل ألماً ولم تصحبها أي مضاعفات، خلافًا لأي شيء مررت به من قبل."

وبعد عملية الإصمام التي خضع لها سيمون في سدرة للطب، احتاج أيضًا إلى جراحة تصحيحية للأوعية الدموية، وهي العملية التي كانت عائلته قد رتبت لها موعداً لإجرائها في فرنسا.

وقد أسهم فريق الأشعة في سدرة للطب في تسهيل هذه العملية عبر إنتاجه نموذجًا طباعيًا ثلاثي الأبعاد للقدم المصابة لدى سيمون، ما أظهر بوضوح التشوهات والمشكلات التي نجمت عن العملية التي خضع لها خلال طفولته المبكرة. وبعدئذ تم إرسال النموذج التفصيلي إلى الجراح المختص في فرنسا، مما مكنه من التخطيط الدقيق للجراحة التصحيحية.

المتابعة والجراحة التجميلية:

وعقب إتمام الجراحة التصحيحية في فرنسا، احتاج سيمون أيضًا إلى جراحة تجميلية للمساعدة في التئام الجرح. واستقر الرأي لدى والديه على العودة إلى سدرة للطب لإجراء هذه العملية.

وأوضح الدكتور ميتشل ستوتلاند، نائب رئيس قسم الجراحة ورئيس قسم الجراحة التجميلية وجراحة الوجه والجمجمة واليد في سدرة للطب: "تركت العملية التصحيحية الأولي عيبًا جلديًا يتطلب ترقيعًا لإصلاحه، وقد قام الجراح في فرنسا بتضميده وأبقاه مفتوحًا حتى يتسنى لنا التعامل مع الترقيع هنا في قطر. أجرينا تنظيفًا للجرح ووضعنا ترقيعًا جلديًا مشطورًا في قدم سيمون اليمنى. وبفضل تضافر الجهود حققنا أفضل النتائج. وتكللت العملية بالنجاح والتأم الجرح بشكل جيد لم يعد يحتاج معه إلى أي جراحات أخرى".

Pic

خطوات كبيرة على طريق التعافي

وعلى الرغم من خضوعه للعديد من العمليات على مدار عدة سنوات، كان تعافي سيمون بعد كل عملية إصمام يحدث بشكل سريع ودون ألم تقريبًا. واستعاد قدرته على المشي دون عكازات وعلى القيام بجميع الأنشطة العادية. وأخيرًا، أُعيدت حقيبة الظهر المليئة بالمستلزمات الطبية، التي كانت ذات يوم رفيقًا ملازمًا، إلى مكانها بالخزانة في المنزل.

وقال برنارد، والد سيمون: "عندما يتعرض طفلك لحالة طبية خطيرة، لا بد أن تفعل كل ما بوسعك حتى تعثر على أفضل رعاية ممكنة. لقد أصابنا الإحباط في أول الأمر بسبب التشوه الشرياني الوريدي لدى سيمون ونقص الخيارات العلاجية الفعالة. وقادتنا عملية البحث إلى سدرة للطب، الذي أصبح الفريق المعالج فيه مثل العائلة بالنسبة لنا. ولذلك سنظل إلى الأبد نشعر نحوهم بالشكر والامتنان على الرعاية التي تلقاها سيمون في سدرة للطب ونحن متفائلون الآن بمستقبله".

وبعد مرور خمس سنوات على ذلك، أصبح سيمون الآن طالبًا بالجامعة ولم يعد يواجه ألمًا في أثناء المشي.

واختتم الدكتور وليد مبارك: "من خلال ريادته في الإجراءات طفيفة التوغل عبر الأشعة التداخلية، يعمل سدرة للطب على تخفيف العبء البدني على المرضى وإتاحة الفرصة أمامهم للتعافي بشكل أسرع. ويسلط هذا النهج المبتكر الضوء على التزام سدرة للطب الثابت بتحسين نتائج المرضى. لقد أسعدني التعاون مع عائلة سيمون التي كانت جزءًا من فريقنا المعالج وشاركت معنا في كل خطوة، سواء عبر مساندتها سيمون أو مساعدتنا في وضع خطة علاجية مخصصة له. وأقول لهم شكرًا على ثقتكم بنا،".

لمعرفة المزيد عن الأشعة التداخلية في سدرة للطب، يرجى زيارة الرابط أو الاتصال عبر البريد الإلكتروني IR@sidra.org.

 

 

.