رحلة العائلة من الثقة إلى التعافي في سدرة للطب
23 يوليو 2024، الدوحة، قطر – نجح سدرة للطب مؤخرًا في إجراء جراحة أنفية معقدة، هي الأولى من نوعها في قطر، وذلك عبر تقنية التدخل الطفيف لطفل في السادسة من عمره وُلد مصابا بالقيلة السحائية الدماغية الأنفية االتي تُعد حالة مرضية نادرة تصيب الأطفال حديثي الولادة، حيث تمكن الفريق الطبي بالمستشفى من إصلاح القاعدة الأمامية للجمجمة بكاملها بواسطة المنظار من خلال الأنف.
وتُعتبر القيلة السحائية الدماغية الأنفية، التي يتم فيها دفع أنسجة الدماغ والطبقات الواقية المحيطة به (المعروفة باسم السحايا) من خلال ثقب في قاعدة الجمجمة وصولاً إلى الأنف، حالة نادرة تصيبب 1 من كل 40 ألف مولود حي.
وكان الطفل قد اُستقبل في عيادة الأذن والأنف والحنجرة في سدرة للطب حيث كان يعاني من انسداد في الأنف. وبعد إجراء التنظير والتصوير الطبي في العيادة، أظهر التشخيص أن ورمًا قد شق مسارًا غير اعتيادي من المنطقة المعقمة داخل جمجمته إلى الخارج، مما يجعله عرضة للإصابة بالتهابات خطيرة وتسرب السائل النخاعي، وهو سائل شفاف عديم اللون من سوائل الجسم الموجودة بالدماغ والحبل الشوكي. ونظرًا لأن كتلة الورم كانت تسد أنفه، فقد أصبح يواجه صعوبة في التنفس.
وكان الإجراء المعتاد لعلاج القيلة السحائية الدماغية الأنفية في الماضي هو جراحة تسمى "بضع القحف"، وهي عملية جراحية كبرى يتم خلالها فتح الجمجمة للوصول إلى الدماغ وإزالة الورم وإصلاح الثقب الموجود بقاعدة الجمجمة. وتنطوي هذه الطريقة على مخاطر كبيرة محتملة مثل التعرض لإصابات أثناء الجراحة والاحتياج لفترة تعافٍ طويلة والتعرض لمضاعفات عصبية أخرى خطيرة.
وبعد تشخيص المرض، ونظرًا لأن والدي الطفل وافدان إلى قطر، فقد كانا في رحلة عزما خلالها على إيجاد أفضل رعاية وعلاج ممكنين لابنهما. وبعد إجراء عدة استشارات لدى سدرة للطب، تأكد لديهما أن سدرة للطب يمتلك الخبرة والكفاءة اللازمتين للجراحات التنظيرية ذات التدخل الجراحي الطفيف ويتمتع بسمعة كبيرة في علاج أمراض الأطفال المعقدة.
اختيار سدرة للطب
وإدراكًا من المستشفى لمدى تعقيد حالة الطفل، تم تشكيل فريق من الخبراء بقيادة الدكتور تاسير فروز الدين، استشاري طب الأنف والأذن والحنجرة للأطفال وجراح الرأس والرقبة في سدرة للطب.
وقال والد الطفل: "لقد اخترنا قطر بدلاً من فرنسا وقررنا إجراء هذه الجراحة في سدرة للطب بعد نقاشات طويلة. وكان لسمعة سدرة للطب كمستشفى متخصص في طب الأطفال دورٌ مهم في قرارنا، ولكن ما حفزنا في الأساس كانت هي الثقة والتواصل مع الدكتور تاسير فروز الدين. لقد استطاع أن يشعرنا نحن الأبوين والطفل بالارتياح، وقدم لنا شرحاً وافياً حول الجراحة ورحلة الرعاية وبث فينا الطمأنينة والثقة التي شجعتنا على إجراء الجراحة في سدرة للطب."
ومن ناحيته قال الدكتور تاسير فروز الدين: "إن القيلة السحائية الدماغية الأنفية هي حالة نادرة ويمكنها أن تصبح تحديًا عند التعامل معها. ويتعين أن يتم تشخيصها مبكرًا. ومن المهم أيضًا أن تكون تفاصيل الجراحة وكذلك المضاعفات المحتملة واضحة للغاية لدى العائلة والمريض. كما أن فريقنا في سدرة للطب يعمل على تعزيز خبرته في علاج حالات الأنف والأذن والحنجرة المعقدة بالطرق الأكثر ابتكارًا."
نهج الجراحات ذات التدخل الطفيف
قام الفريق الطبي المسؤول في قسم الأنف والأذن والحنجرة في سدرة للطب بقيادة الدكتور تاسير فروز الدين والدكتور محمد مهدي، طبيب الأنف والأذن والحنجرة، بوضع خطة دقيقة للجراحة وتنفيذها بعناية. ويعتمد نهج الجراحات ذات التدخل الطفيف على الاستعانة بأدوات تنظيرية دقيقة عبر فتحتي الأنف للوصول إلى القيلة السحائية الدماغية. وأصبحت هذه الجراحة هي الأولى من نوعها التي تُجرى لطفل في قطر.
وبدقة متناهية، قام الفريق بتفتيت الورم وإزالته بعناية، مما ألغى الحاجة إلى إجراء الجراحة التقليدية المفتوحة التي تعرف باسم "بضع القحف" أو فتح الجمجمة للوصول إلى الورم، مما يقلل من مخاطر المضاعفات ويعزز من سرعة الشفاء والتعافي بالنسبة للمريض.
ولإصلاح العيب الموجود في قاعدة الجمجمة ومنع المضاعفات المستقبلية، استخدم الفريق الطبي الغضروف والطعوم العظمية لإنشاء حاجز مانع للتسرب، ومن ثم استعادة سلامة الحاجز بين فراغ الجمجمة وتجويف الأنف.
طريق التعافي
وعقب نجاح الجراحة التنظيرية والجراحة طفيفة التدخل التي خضع لها الطفل المريض، قام فريق من قسم الأنف والأذن والحنجرة بوضع خطة شاملة للتعافي بهدف مساعدة الطفل في التعافي واستعادة وظائف جسمه الحيوية. وقد راقب الفريق عن كثب التقدم الذي يحرزه في هذا الجانب، وأخذ بعين الاعتبار أي مخاوف أو مضاعفات محتملة. وكانت المراقبة الدقيقة أمرًا بالغ الأهمية وخصوصًا في الأيام القليلة الأولى التي تلت الجراحة وذلك تحسباً لحدوث أي تسرب لسوائل المخ أو نزيف أو مضاعفات عصبية.
وأضاف الدكتور تاسير فروز الدين: "أنا ممتن للغاية لأننا تمكنا من مساعدة هذا الطفل الرائع وعائلته طوال تجربتهم معنا. لقد تم كل شيء بسلاسة تامة، وخرج المريض من المستشفى قبل يوم واحد من الموعد المقرر. وقد سررت حقًا حين رأيت طفلاً صغيراً كان قلقًا ومتوترًا في البداية وهو أمر مفهوم، ثم تحول إلى شخص آخر وتحرر من القلق بعد الجراحة ويخضع حاليًا لدورة علاجية مريحة بعد العملية الجراحية- وهذا هو الدافع الذي يجعلنا نؤدي ما نؤديه".
وقالت والدة الطفل: "أظهر ابننا الكثير من القوة والعزم طوال هذه العملية. ونحن فخورون جدًا بصموده. لا يمكننا أن نوفي الأطباء وطاقم التمريض حقهم من الشكر، وخصوصاً جراح الأنف والأذن والحنجرة وجميع أعضاء فريقه على الرعاية الفائقة التي قدموها لنا. لقد كانوا سندًا لنا في كل خطوة منذ بدأنا هذا المشوار."
ويواصل سدرة للطب التزامه بتقديم الدعم اللازم للطفل. وقد تم تحديد موعد استشارات المتابعة لمراقبة مستوى التقدم الذي يحرزه.
وتضم عيادة طب الأنف والأذن والحنجرة في سدرة للطب فريقاً من الأطباء من ذوي المهارات العالية والاختصاصيين في أمراض الأنف والأذن والحنجرة. ويتعامل الفريق بحنكة مع الجراحات المعقدة بما في ذلك إزالة أورام الأنف وعلاج التهابات الجيوب الأنفية المزمنة وإصلاح تسرب القاعدة الأمامية للجمجمة وتصحيح انحراف الحاجز الأنفي وتقليل تضخم المحارة الأنفية وفتح القناة الدمعية بالمنظار وإزالة الزوائد اللحمية الأنفية، وغير ذلك. ومن خلال استخدام الأجهزة والتقنيات المتطورة ونهج الرعاية المتحورة حول المريض، يمكن للفريق تقديم رعاية فائقة وتحقيق النتائج المثالية المنشودة.