عضو مؤسسة قطر يعرض النجاحات التي حققها في مجال الطب الدقيق بناءً على مجموعات بيانات الجينوم العربي، علماً بأنه المشفى الوحيد المشارك في المؤتمر من منطقة الشرق الأوسط
30 يناير 2023، الدوحة، قطر - شارك فريق من الباحثين والأطباء من سدرة للطب (العضو في مؤسسة قطر)، في المؤتمر العالمي للطب الدقيق (PMWC 2023) الذي أٌقيم في كاليفورنيا الأسبوع الماضي، حيث شرح للحاضرين كيف استطاع أن يجعل من الطب الدقيق واقعاً ملموساً للأطفال المصابين بأمراض نادرة في قطر.
المؤتمر العالمي للطب الدقيق هو أكبر مؤتمر سنوي مخصص للطب الدقيق. وتتمثل مهمته في عرض المحتوى العملي الذي يساعد على سد الفجوة المعرفية بين القطاعات المختلفة، وتسريع تطوير وانتشار الطب الدقيق.
ضمَّ وفد خبراء سدرة للطب كل من البروفسور زياد حجازي، المدير الطبي؛ الدكتور خالد فخرو، رئيس قسم الأبحاث؛ البرفسور خالد حسين، رئيس قسم أمراض الغدد الصماء؛ الدكتورة ربى بنيني، أخصائية أعصاب الأطفال والصرع؛ والدكتورة كيارا كوغنو، مديرة العلاج الخلوي المتقدم الأساسي والطبيبة المعالجة في أمراض الدم والأورام لدى الأطفال، بالإضافة إلى الدكتور ماكس رينو، مدير عمليات البحث والاستراتيجية.
قال البروفسور زياد حجازي: "لقد كان المؤتمر العالمي للطب الدقيق فرصة رائعة لنا لإلقاء الضوء على استثمار مؤسسة قطر في الصحة الدقيقة والطب الدقيق من خلال مشفى سدرة للطب. كنت فخوراً جداً بدراسات الحالة الرائدة والأبحاث السريرية التي أجريناها، والتي أظهرت كيف جعلنا الطب الدقيق حقيقة واقعة وكيف وظفّنا معرفتنا في علم الجينوم لتحويل طرق رعاية المرضى في قطر. كان سدرة للطب المستشفى الوحيد المشارك في هذا الحدث من منطقة الشرق الأوسط، ولقد تميَّزنا بتقديم مشاركة حول نجاحنا باستخدام مجموعات البيانات التي تم تحليلها حديثاً للجينوم العربي ووضعه في خدمة المرضى وعلم الصيدلة الجيني لتعزيز صحة سكان قطر".
في جلسة نقاشية بعنوان "بناء رعاية مستقبلية دقيقة في قطر"، تحدَّث كل من البرفسور زياد حجازي والدكتور خالد فخرو، إلى جانب الدكتور إديسون ليو الرئيس والمدير التنفيذي السابق لمختبر جاكسون وعضو مجلس الأبحاث في سدرة للطب، عن استخدام نتائج الأبحاث التي يتم إجراؤها في المختبر مباشرةً لتطوير طرق جديدة لعلاج ورعاية المرضى في المستشفى.
البروفسور حجازي، الذي قدم لمحة عامة عن سدرة للطب، وشارك بأمثلة عن الخدمات الرائدة التي ميزت المستشفى عن غيره من مرافق الرعاية الصحية الأخرى في المنطقة، قدَّم نماذج من ملفات مرضى قسم الغدد الصماء والطب الجيني، وقال: "أكثر ما اجتذبني للانضمام إلى سدرة للطب في عام 2014، كان التشجيع على الانخراط في الأبحاث السريرية ورعاية أنواع مختلفة من المرضى. لقد تم تصميم برامجنا العلاجية في سدرة بحيث تكون مخصصة بشكل خاص للمرضى في الشرق الأوسط، مع أنماط ظاهرية معقدة ليست شائعة في أميركا الشمالية وأوروبا. والأكثر جاذبية هو أن سدرة للطب مستشفى تعليمي، ما يعني أننا ندرّس الجيل القادم من الأطباء من العالم العربي بحيث يتمكنون من تقييم وعلاج الأمراض والحالات التي تنفرد بها المنطقة".
واستشهد الدكتور فخرو بحالة تم فيها استخدام مختبر سمك الزرد في سدرة للطب لحل الغموض الوراثي في إحدى الأسر التي كان أفرادها من مرضى الدكتورة ربى بنيني. "كان الأشقاء الثلاثة يعانون من اعتلال عصبي تنكسي تدريجي، وكانت لديهم مجموعة من الإعاقات الجسدية التي تؤدي إلى تدهور بطيء في الحركة. بعد سنوات عديدة من الاختبارات المكثفة غير الحاسمة في كل من سدرة للطب ومستشفيات أخرى خارج قطر، مثل تصوير الأعصاب، ودراسات التوصيل العصبي، والخزعات والاختبارات الجينية السريرية تم اكتشاف متغير جديد بنمط ظاهري فريد خلال مرحلة التوظيف البحثي في سدرة للطب. قمنا بعد ذلك بعمل اختبار سمك الزرد لدراسة الشذوذ الجيني الموجود لدى المرضى، ووجدنا أن العلاج بالريبوفلافين قلل من التشوهات التي تسببها الطفرة. منذ ذلك الحين، بدأ الأطفال الثلاثة بمتابعة العلاج بالريبوفلافين، ويقوم فريق طب الأعصاب حالياً بمراقبة تحسنهم السريري".
قال الدكتور إديسون ليو: "يُعتبر سدرة للطب، بإمكانياته وظروفه، مؤسسة فريدة من نوعها مهيأة لاكتشاف الاضطرابات الوراثية ومعالجتها. إن تركيز سدرة وتنظيمه وقدرته على تحقيق هذه الغايات هو شيء لا مثيل له. ونظراً لأهمية الاضطرابات الوراثية في المنطقة، يلعب سدرة للطب بالفعل دوراً مهماً في معالجة أعباء المرض الرئيسية لدى هذه الفئة السكانية التي لم تخضع للدراسة أبداً من قبل. من خلال تعزيز البنية التحتية الوطنية للبحوث الطبية والمتعددة، سيضمن سدرة للطب أن تصبح قطر معتمدة على نفسها أكثر فأكثر في إيجاد حلول طبية حيوية للأمراض ذات الصلة بالمنطقة".
شارك سدرة للطب أيضاً في الندوة التي حملت عنوان "التحديات والفرص أمام المبادرات الوطنية للطب الدقيق" مع مايكروسوفت، حيث تحدث الدكتور فخرو عن مبادرات الطب الدقيق التي يتم اتخاذها وكيف حوَّلت مسار الرعاية الصحية للمرضى.
وختم الدكتور فخرو بالقول: "إن سدرة للطب لا يمتلك الخبرة السريرية والبحثية والتكنولوجيا والابتكار ومجموعات المهارات فحسب، بل نحن الآن في وضع قوي يؤهلنا للمساهمة في دعم اقتصاد المعرفة العالمي. تُعد تجربتنا مع الأنماط الجينية والأنماط الظاهرية في الشرق الأوسط، وكذلك مع الأمراض الجديدة، بمثابة تغيير لقواعد اللعبة في مجال الطب الدقيق. نحن نشهد الكثير من الاهتمام بالتعاون المتعلق بعلم الأورام الدقيق، وتبادل البيانات للأمراض النادرة وعلم الصيدلة الجيني. لدينا العديد من الخطط المهمة في العمل، بما في ذلك إطلاق منشأة GMP إلى جانب إجراء تجارب سريرية لأدوية جديدة لعلاج أورام الأطفال. نريد أن يعرف مجتمع الرعاية الصحية والبحث العالمي في كل مكان أننا جاهزون ومستعدون للتعاون مع الجميع هنا في قطر".