باحثون من سدرة للطب والمركز الطبي بجامعة لايدن يحددون التركيبة الميكروبية المرتبطة بتحسين تشخيص سرطان القولون
30مايو 2023، الدوحة، قطر - كشفت دراسة أعدَّها سدرة للطب (العضو في مؤسسة قطر) عن تأثير نظام المناعة والميكروبات الموجودة في جسم الإنسان على تعزيز قدرته على النجاة من سرطان القولون.
تم إجراء الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Medicine، بالتعاون مع باحثين من المركز الطبي لجامعة لايدن (LUMC) في هولند . قام الفريق بتحليل جوانب مختلفة من سرطانات القولون الأولية، بما في ذلك خصائص الخلايا السرطانية، والاستجابات المناعية للسرطان، وتكوين الجراثيم. وجد الباحثون أن تركيبة محددة من البكتيريا في الورم والاستجابة المناعية داخل الورم ارتبطت بتشخيص أكثر ملاءمة لمرضى سرطان القولون.
تضمن باحثو سدرة للطب الأساسيون الدكتور ووتر هندريكس من مختبر أوميكس للسرطان الوظيفي والدكتور دافيد بيدوجنيتي، المدير السابق لقسم المناعة البشرية، بينما تضمن باحثو المركز الطبي بجامعة لايدن الدكتورة جيسيكا رولاندز، التي كانت سابقاً طالبة دكتوراه مشتركة في سدرة للطب، والأستاذ المشارك الدكتور بيتر كوبن.
يقول الدكتور ووتر هندريكس: "تتحدى هذه الدراسة الاتجاهات السريرية المستخدمة حالياً بشأن سرطان القولون، والتي تعتمد فقط على ملاحظة مراحل الورم - العقدة - النقائل ووجود نقص في إصلاح عدم التطابق. لقد أكدنا صحة مقالتنا المنشورة سابقاً بعنوان gene signature of tumor immune rejection (الدليل الجيني على الرفض المناعي للورم)، والتي تلحظ نجاة المرضى في أنواع السرطان الأخرى، ودرجة مخاطر الميكروبيوم الجديدة، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بنتائج العلاج ومعدلات النجاة في مجموعة سرطان القولون في سدرة للطب".
من خلال الجمع بين التركيب البكتيري ودرجة الاستجابة المناعية داخل الورم، استطاع الفريق تحديد مجموعة فرعية من المرضى المصابين بسرطان القولون، بمعدل نجاة يقارب 100٪. يمكن استخدام هذه النتيجة، إلى جانب درجة ICR، كمؤشرات حيوية تنبؤية في العلاج المناعي للسرطان لعلاج مرضى سرطان القولون بنجاح. تعرض الدراسة إمكانات التنميط متعدد الأوميكس وتقدم طرقاً واعدة لنهج استهداف الكائنات الحية الدقيقة، مثل التدخلات الغذائية.
تقول الدكتورة جيسيكا رولاندز، التي كانت أول مؤلف للدراسة: "هذه واحدة من أفضل مجموعات سرطان القولون في جميع أنحاء العالم. نأمل أن يستخدم الأطباء والعلماء هذه الدراسة لتسريع البحث بهدف تحسين التشخيص وعلاج المرضى الذين يعانون من هذا المرض".
سيتم توسيع الدراسة من خلال إضافة أبعاد أخرى من البيانات، بما في ذلك النسخ المكانية، والتنميط الظاهري المناعي، وتحليلات الميثيلوم. يمكن أن تؤدي هذه النتائج إلى علاجات أكثر دقة لمرضى سرطان القولون بناءً على استجابتهم المناعية وتكوين الميكروبات لديهم.
يقول الدكتور خالد فخرو، رئيس الأبحاث في سدرة للطب: “إن تأثير هذه الدراسة ما هو إلا دليل قوي آخر على قدرة الطب الدقيق على إيجاد حلول للتحديات الصحية مثل سرطان القولون، الذي يحتل المرتبة الثالثة بين أكثر أنواع السرطانات شيوعاً والثانية في معدل الوفيات. كما أنها تثبت صحة تعاوننا البحثي الرائد مع شركاء مثل المركز الطبي لجامعة لايدن، والتي تعمل على تغيير مسار البحث السريري والتشخيص والرعاية للمرضى في جميع أنحاء العالم".
اعتمدت الدراسة على منحة من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي ( JSREP 07-010-3-005 المدعومة بـ NPRP11S-0121-180351) وتمويل داخلي من سدرة للطب. يمكن الاطلاع على الدراسة على: https://www.nature.com/articles/s41591-023-02384-7.