تلقي الدراسة التي أعدَّها سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، الضوء على نهج الطب الدقيق في توجيه العلاج لبعض أنواع سرطان الأطفال
21 سبتمبر 2022، الدوحة، قطر - نشر باحثون من قسم المناعة البشرية بالتعاون مع قسم علم الأمراض التشريحي وعلم الأورام في سدرة للطب دراسة رائدة عن أورام سرطان الأطفال.
حللت الدراسة العلاقة بين الخلايا السرطانية والخلايا المناعية، وتأثير الاستجابات المناعية المضادة للورم المرتبطة ببقاء مرضى السرطان الصغار على قيد الحياة. قادت الدراسة شيماء شريف (المؤلف الأول) كجزء من أطروحتها للدكتوراه، التي يشرف عليها الدكتور فاوتر هندريكس والدكتور ديفيد بيدوجنيتي من سدرة للطب والدكتورة بوربالا ميفسود من جامعة حمد بن خليفة.
قالت شيماء شريف، مؤلفة الدراسة الأولى: "لا يُعرف سوى القليل عن أهمية الخلايا المناعية داخل الأورام عند الأطفال. في الواقع، على الرغم من التقدم العلاجي في علاج السرطان، إلا أنه لا يزال السبب الأول للوفاة عند الأطفال. لقد أحدث العلاج المناعي للسرطان - وهو استراتيجية علاجية تطلق العنان لجهاز المناعة لدى المريض لمحاربة الخلايا السرطانية - ثورة في علاج الأورام الصلبة لدى البالغين، لكن أورام الأطفال تقاوم بشكل عام هذا النهج".
وتابعت شيماء "تُصنَّف الأورام إما كأورام صلبة، مثل تلك التي تنشأ في الكلى أو في العظام، أو كأورام سائلة، مثل اللوكيميا. ركزت الدراسة على الأورام الصلبة عند الأطفال. ولأول مرة، تمكنَّا من إثبات أن سرطانات الأطفال الصلبة يمكن أن تُصنَف وفقاً لتركيباتها المناعية. لقد حددنا أيضاً أنواعاً فرعية بعينها التي قد تستفيد من طرق العلاج المناعي".
نفَّذت المجموعة طرقاً وخوارزميات لتحديد الاستجابات المناعية المضادة للورم، باستخدام أدوات تحليل التعبير الجيني المتقدمة المتاحة في فرع أبحاث سدرة للطب. إن تحليل التعبير الجيني هو تقنية تسمح بقياس التعبير عن حوالي 20000 مورثة في خزعة الورم الواحدة. ثم يتم تحليل هذه الجينات لتحديد شدة ردود الفعل المناعية.
كشفت الدراسة أنه:
- يمكن تقسيم الأورام الصلبة لدى الأطفال إلى ستة أنواع مختلفة حسب معاييرها المناعية، وتسمى "الأنواع الفرعية المناعية".
- ترتبط الأنواع الفرعية المناعية المختلفة بخطر واضح للوفاة.
- هناك بصمة مناعية تم تطويرها في سدرة للطب، تسمى الثابت المناعي للرفض (ICR)، استطاعت أن تتوقع بدقة خطر الوفاة لدى المرضى الذين يعانون من بعض الأورام العدوانية مثل نوع فرعي من الورم الأرومي العصبي، وهو أحد أكثر سرطانات الأطفال عدوانية.
- كما تم تحديد علامات مناعية محددة مرتبطة بالتشخيص غير المواتي، والتي يمكن استكشافها كأهداف لمنهجيات العلاج المناعي الجديدة.
- إن معرفة المخاطر المرتبطة بالأنواع الفرعية المناعية المختلفة يمكن أن يساهم في تحديد كثافة ونوع العلاج الجهازي لكل مريض.
قال الدكتور فاوتر هندريكس، الباحث الرئيسي في مختبر أوميكس لسرطان الأطفال في سدرة للطب، والذي كان المؤلف الرئيسي الأول للدراسة: "في الأورام الصلبة، أظهرت الدراسة أن وجود الخلايا المناعية ووظيفتها (يسمى أيضاً السياق المناعي) يعمل أولاً على توقع خطر الانتكاس والموت، وثانياً يحدد مجموعة فرعية من المرضى الذين قد يستفيدون من العلاج المناعي. تشير دراستنا أيضاً إلى أنه يمكن استخدام القياس الكمي للخلايا المناعية ووظائفها في الورم كأداة تشخيص متقدمة لتقدير مخاطر الانتكاس والموت وبالتالي لتوجيه اختيار العلاج. إنها تتبع نهج الطب الدقيق لعلاج سرطان الأطفال".
أما الدكتور ديفيد بيدوجنيتي، المدير التنفيذي لقسم الطب الانتقالي، ومدير قسم المناعة البشرية، الذي يقود أبحاث المناعة السرطانية في سدرة للطب فقال: "يأتي هذا البحث في الوقت المناسب متزامناً مع شهر التوعية بسرطان الأطفال الذي يصادف في شهر سبتمبر من كل عام، والذي يلقي الضوء على التزام سدرة للطب المستمر بأبحاث الطب الدقيق والسرطان. إن اصرارنا على العمل مع مجتمع أبحاث سرطان الأطفال الأوسع نطاقاً هدفه إجراء المزيد من الدراسات الكبيرة، التي تؤدي إلى زيادة حساسية وخصوصية هذا التصنيف المناعي، لإدخال هذا النهج في الممارسة السريرية".
لقد أُدرجت أبحاث سرطان الأطفال أيضاً على جدول أعمال مؤتمر الجينوم الوظيفي للطب الدقيق القادم في سدرة للطب (PMFG 2022) والذي سيُقام في فندق سانت ريجيس في الفترة من 23 إلى 26 سبتمبر 2022. سيناقش الدكتور هندريكس علم الأورام الدقيق للأطفال في اليوم الرابع من المؤتمر.
لمزيد من التفاصيل عن مؤتمر الجينوم الوظيفي للطب الدقيق وجدول أعماله، يُرجى زيارة www.sidra.org/PMFG
لمزيد من المعلومات حول أورام الأطفال ورعاية أمراض الدم في سدرة للطب، يُرجى زيارة: www.sidra.org.