يسعى سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، إلى إنشاء مركز تميّز لعلاج الصرع
تزامناً مع اليوم العالمي للصرع المقام في 14 فبراير من كل عام، تتجه جهود سدرة للطب الرائدة نحو توفير العلاج والإدارة الأفضل لمرضى الصرع من الأطفال.
الصرع هو اضطراب مزمن يصيب الدماغ، وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإنه يصيب حوالي 50 مليون شخصاً في العالم. أهم ما يميز مرض الصرع هو النوبات، كما أنه يرتبط غالباً باضطرابات متعددة في نمو الدماغ ، مما يترك أثراً كبيراً على القدرات المعرفية والنفسية والاجتماعية للمريض. تشير التقديرات إلى أن 70 بالمئة من مرضى الصرع يمكن أن يعيشوا دون نوبات إذا ما تم تشخيصهم وعلاجهم مبكراً.
في دراسة وبائية حديثة أجرتها طبيبة أعصاب الأطفال وأخصائية الصرع، الدكتورة ربى بنيني وزملاؤها في سدرة للطب، تبيَّن أن أسباب حدوث الصرع لدى حوالي 60 في المئة من الأطفال غير معروفة، كما تبيّن أيضاً أن هؤلاء هم أكثر عرضة لمقاومة الأدوية ولظهور اضطرابات نمو عصبية أخرى. ومن أجل تحسين النتائج الصحية لهؤلاء الأطفال، بدأ فريق من الباحثين والأطباء في سدرة للطب بتقليص الفجوة الموجودة بين البحث العلمي والرعاية السريرية، لتحديد الأسباب الجينية الكامنة والمساعدة في تشخيص هذا المرض.
من خلال الاستفادة من تقنيات البحث المتطورة، نفذ سدرة للطب برنامجاً متكاملاً لتحديد التشخيص الجيني للمرضى الذين لم يتم إيجاد المسبب لحالتهم، وخاصة أولئك الذين يعانون من الصرع المستعصي. قاد البرنامج الدكتور يونس مكراب، الباحث الرئيسي ورئيس مختبر الجينوم الطبي والسكان، والدكتورة ربى بنيني أخصائية أعصاب الأطفال والصرع في سدرة للطب ،بمساعدة فريق متميز من الأطباء والباحثين.
يقول الدكتور يونس مكراب الباحث الرئيسي ورئيس مختبر الجينوم الطبي والسكان في سدرة للطب: "نستخدم أحدث التقنيات لرصد تسلسل جينوم المرضى ودراسة بياناتهم السريرية، هم وأفراد أسرهم، لتحديد المتغيرات الجينية التي تسبب المرض، والأنماط الظاهرية ذات الصلة بالعلاج. لقد طبقنا منصة التشخيص الدقيق بدعم من Congenica المصمم خصيصاً للمرضى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد سمح لنا هذا بإجراء تحليل جيني متقدم على مستوى العائلات و كذلك على مجموعات سكانية متنوعة من أجل تحديد المتغيرات الجينية المرتبطة بالصرع".
أظهرت دراسة الصرع نفسها التي أجراها سدرة للطب أن حوالي 47 في المئة من الأطفال المصابين بالصرع يعانون من أمراض نفسية مرتبطة بالنمو العصبي، بما في ذلك على سبيل المثال تأخر النمو، والضعف الذهني، واضطرابات طيف التوحد، وصعوبات التعلم.
أما الدكتورة ربى بنيني، فتقول: "بسبب نهج الرعاية متعدد التخصصات الذي نتبعه، أصبح سدرة للطب الآن مركز الإحالة الوطني للعلاج من القطاع الثالث لحالات النمو العصبي، بما في ذلك الصرع. نظراً لطبيعة انتشار هذا الاضطراب المزمن وتأثيره السلبي على الإنجازات الأكاديمية للأطفال ونوعية حياتهم، بدأنا نعمل على جبهات مختلفة لمعالجة جوانب مختلفة من الصرع. تشمل هذه الإجراءات معالجة مقاييس النتائج التي يبلغ عنها المريض من خلال مشاركة الأسرة، والتوعية بالمرض، والمشاركة المجتمعية والمدرسية، وإنشاء سجل وطني لصرع الأطفال. ومن خلال تفسير الفيزيولوجيا المرضية لهذا الاضطراب المزمن، سيتمكن الأطباء لاحقاً من تحسين العلاجات الطبية والجراحية الشخصية لمرضى الصرع".
على مدى السنوات القليلة الماضية، بدأ سدرة للطب بتطبيق علاجات في الطب الدقيق من خلال التعاون بين قسمي البحث العلمي والتشخيص السريري. تم تطبيق هذا النهج بنجاح على الصرع، حيث يعمل أطباء الأعصاب وأطباء الأطفال وأخصائيو الأشعة وجراحو الأعصاب جنباً إلى جنب مع الباحثين على المستويين المحلي - داخل قطر – والدولي، لتقديم أفضل رعاية، من سرير المريض إلى طاولة الاختبار والعكس. وقد ساهم ذلك في بناء برنامج طب شخصي من خلال توفير خطط علاج فردية مناسبة لكل مريض.
وتابع الدكتور مكراب: "بما أن أسباب الإصابة بالصرع لا تزال غير معروفة لدى معظم المرضى، فإن هذه الجهود المنسقة ستساعد إن شاء الله على إيجاد التفاعل بين العوامل الوراثية والتخلقية والبيئية. لقد وجدنا أيضاً أنه نظراً لبعض الصفات الوراثية، فإن الطفرات الجينية تنتقل بسهولة إلى الأجيال القادمة. سيمكن برنامجنا أيضاً من إنشاء ارتباطات بين النمط الجيني والنمط الظاهري للعديد من اضطرابات النمو العصبي، والتي لا تزال تمثل تحدياً كبيراً في علم الجينات الطبي".
يسعى سدرة للطب إلى إنشاء مركز تميز لعلاج الصرع، علماً بأن برنامج علم الأعصاب متعدد التخصصات التابع لسدرة نجح في اجتذاب العديد من المرضى الدوليين من أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لمزيد من التفاصيل، يرجى زيارة: https://www.sidra.org/clinics-services/childrens-and-young-people/neurology/
الصورة التوضيحية
من اليسار إلى اليمين: الدكتور يونس مكراب الباحث الرئيسي ورئيس مختبر الجينوم الطبي والسكان في سدرة للطب و الدكتورة ربى بنيني أخصائية أعصاب الأطفال والصرع في سدرة للطب والسيدة زينب صديق ، مساعدة باحث.
ملحوظة: يتم الكشف عن الأفراد لأغراض التعرف على الصورة فقط.