عضو مؤسسة قطر الضوء يبرهن على خبرته في الجراحة التجميلية الأولى من نوعها لجراحة ورأب العظم في علاج ساركوما يوينغ
13ديسمبر 2021، الدوحة، قطر - نجح فريق بقيادة سدرة للطب، بالشراكة مع مؤسسة حمد الطبية، في إجراء جراحة تقويم عظام تجميلية رائدة، وإنقاذ حياة وساق فتاة تبلغ من العمر أربع سنوات مصابة بمرض ساركوما يوينغ.
تمت إحالة الطفلة المريضة إلى سدرة للطب بعد معاناة قصيرة مع آلام الورك. أشار الفحص بالأشعة السينية الأولية إلى ضرورة إجراء فحوصات عاجلة بالتصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي في سدرة للطب، وأكدت الخزعة اللاحقة التي أجريت في مؤسسة حمد الطبية تشخيص مرض ساركوما يوينغ في عظم الفخذ الأيسر، وهو نوع نادر من السرطان يحدث في العظام أو حولها.
قال الدكتور عطاء الرحمن معاذ، كبير الأطباء المعالجين بقسم أورام الأطفال بسدرة للطب: "يشكل ساركوما يوينغ 2٪ من السرطانات التي تصيب الأطفال، وعادة ما يظهر بين سن 10 و20 عاماً، لذلك كانت هذه الطفلة صغيرة جداً لمثل هذا التشخيص. وضعناها على الفور ضمن برنامج يتضمن العلاج الكيميائي لوقف انتشار السرطان من عظم الفخذ إلى باقي جسدها. لكن الجزء الأكثر أهمية في علاج ساركوما يوينغ يكون بالسيطرة الموضعية أي بالجراحة".
قام كل من الدكتور أحمد منير، استشاري أول جراحة أورام العظام في مؤسسة حمد الطبية والدكتور غرايم غلاس، كبير جراحي التجميل في سدرة للطب بوضع تصميم للمنهجية الجراحية. وفي سابقة هي الأولى من نوعها في العالم، وضعا خطة لإستئصال الجزء من العظم المصاب بالورم وإعادة بناء العظم المستأصَل عن طريق عمل نسخة طبق الأصل من عظم آخر مأخوذ من المريضة نفسها مع زرع عظمي مقطوع حسب الطلب. تم تنسيق هذا التركيب معاً، كما تم توصيل إمداد دم جديد إلى العظم المعاد بناؤه تحت المجهر. كان من المهم جداً المحافظة على إمكانات نمو الورك باستخدام تقنيات الجراحة الدقيقة للإبقاء على تدفق الدم وصولاً إلى لوح النمو في الورك. تم إصلاح الهيكل بأكمله باستخدام تقنيات التثبيت العظمية.
قال الدكتور غرايم غلاس، كبير جرّاحي التجميل في سدرة للطب: "من الناحية النظرية، تمثل هذه العملية الخطوة المنطقية التالية في عدد قليل من الحالات الموصوفة في المؤلفات الطبية. في الحالات الأولى المشابهة كان يُستخدم عظم الشظية فقط، وهو عظم يكاد يكون عديم الوزن موجود تحت الركبة. كان استخدام هذا العظم لإعادة بناء الورك والفخذ (عظم الفخذ) لا يرقى إلى المثالية لأن إعادة البناء تكون ضعيفة مما يتسبب بحدوث كسور متأخرة في كثير من الأحيان. في وقت لاحق، نجح تقريران فرديان بتحسين العملية من خلال لف عظم الشظية بزرع عظمي صلب. يقلَّل هذا الإجراء من معدل الكسور المتأخرة، لكن إمكانات نمو عظم الشظية لا تكون مواكبة لنمو عظم الفخذ. حاولنا في عمليتنا أن يكون التعديل الذي نقوم به قوياً من الناحية الهيكلية وقابلاً للنمو بشكل طبيعي، ومن المؤمَّل أن يقلل هذا من الحاجة إلى جراحات أخرى، ويتيح للمريضة أن تعيش حياة طويلة وسعيدة ونشطة".
قال الدكتور أحمد منير : استشاري أول جراحة أورام العظام في مؤسسة حمد الطبية “كان من الضروري أن ننجح في إزالة الورم كاملاً مع الإبقاء علي رأس عظمة الفخذ وغضروف النمو بها مع التروية الدموية الخاصة بهما. قبل العملية. تم عمل تخطيط دقيق لهذه الجراحة المبتكرة و المعقدة جداً، و تم إستخدام أساليب جراحية متقدمة اثناء الجراحة لتحقيق الهدف منها و هى إستئصال الورم كاملاً مع المحافظة الميكرسكوبية علي الشريان المغذي لرأس عظمة الفخذ لأجل الحفاظ على إمكانية استمرار الطرف المعاد بناؤه في النمو والعمل بشكل طبيعي. كان هدفاً صعب التحقيق و لكن تم إنجازه بفضل الله تعالى. هذه هي المرة الأولي في العالم التي يتم فيها إجراء هذه العملية بنجاح على طفلة صغيرة مصابة بورم بالعظام. سنقوم بنشر هذه الطريقة في المراجع العلمية ليتمكن جميع الحراحين حول العالم من مساعدة أطفال آخرين بواسطة هذه التقنية الجراحية المبتكرة التي حققناها في قطر".
قام فريق مكوَّن من أكثر من 10 جراحين وأطباء تخدير وممرضات بإجراء الجراحة التي استغرقت أكثر من 20 ساعة. ساعد جرَّاحا العظام في سدرة للطب الدكتور فرحان علي والدكتور طلال إبراهيم، الدكتور منير في إزالة الورم، ثم جرى تعاون مع الدكتور غلاس، لتحرير الشريان المغذى لرأس عظمة الفخذ وإجراء إعادة بناء الأوعية الدموية الدقيقة.
قال الدكتور فرحان علي كبير استشاريي جراحة العظام في سدرة للطب: "كانت هذه الجراحة معقدة وفريدة من نوعها لأننا قمنا بوظائف متعددة في مكان واحد. من الأهمية بمكان أن يكون هناك تنسيق كبير في إزالة الورم، واستئصال العناصر السرطانية من عظم الفخذ، ثم إعادة البناء. الهدف الأساسي من العملية هو إزالة سرطان العظام الذي يهدد الحياة، لكننا أردنا تقديم أفضل نتيجة من حيث الوظيفة والنمو المستقبلي أيضاً، والحفاظ على مفصل ورك المريضة. لم يكن هذا ممكناً إلا من خلال تعاون الفرق المختلفة معاً، بحيث توضع الخبرات المختلفة فوق طاولة العمليات".
قال الدكتور طلال إبراهيم، رئيس قسم جراحة العظام، "في الماضي وقبل توفر مرافق وخبرات تقويم العظام الحديثة، كان الحل الوحيد لإنقاذ حياة العديد من المرضى هو البتر، أو إجراء نوع أساسي إلى حد ما من استئصال الورم مما يؤدي إلى إعاقة تستمر مدى الحياة. إن أسلوب تقويم العظام يوظف مهارات جراحة العظام والجراحة التجميلية لإزالة الورم وإعادة بناء وظيفية لمفصل الورك في نفس الوقت. نحن فخورون للغاية بالتعاون الذي يجمع سدرة للطب مع مؤسسة حمد الطبية، حيث تؤدي خبرتنا المشتركة في جراحة أورام العظام و جراحة عطام الأطفال والجراحة التجميلية الميكرسكوبية ليس فقط إلى علاج أنواع معينة من السرطان، بل إلى نتائج وظيفية ممتازة للمرضى الصغار".
قال البروفسور زياد حجازي، الرئيس الطبي لقسم الأطفال في سدرة للطب: "لم يتم الإبلاغ عن أو تسجيل أي حالات إعادة بناء كهذه، وهذه هي الحالة الأولى التي يتم إجراؤها في العالم باستخدام هذه التقنية. يمكن تصنيف ما تستطيع قطر تقديمه في رعاية الأطفال المصابين بأمراض معقدة وعلاجهم على أنه من بين الأفضل في العالم، ويمكن مقارنته بمستشفيات الأطفال الرائدة عالمياً. نحن سعداء للغاية لتمكننا من إنقاذ حياة هذه الفتاة الصغيرة ونتمنى لها مستقبلاً صحياً سعيداً".
تخضع المريضة حالياً للعلاج الطبيعي في سدرة للطب، لضمان تأدية طرفها المصاب وظيفته المثلى، كما أنها تحتاج إلى ستة أشهر إضافية من العلاج الكيميائي لتقليل فرص تكرار الإصابة بالسرطان وضمان اكتمال العلاج.
قال والدا المريضة: "لا يمكن للكلمات أن تعبّر عن الامتنان الذي نشعر به تجاه فريق سدرة للطب بأكمله. نحن مرتاحون للغاية لنتائج الجراحة والرعاية اللاحقة التي لا تزال ابنتنا تتلقاها. كعائلة، شعرنا أننا في أيدٍ أمينة في هذا المستشفى الرائع. نأمل أن يعرف آباء الأطفال المصابين بالسرطان أن هناك مستشفى للأطفال في قطر يضم فريقاً موثوقاً، قادراً على تقديم أفضل رعاية ممكنة. شكراً لسدرة للطب ومؤسسة حمد الطبية، وكل الشكر للحكومة القطرية الحريصة على تطوير نظام رعاية صحية متقدم يوفر الأمل والعلاج للأسر في قطر".
وقال الدكتور منصور علي، رئيس قسم الجراحة في سدرة للطب: "أنا فخور جداً بفريقنا في سدرة للطب وما حققناه بالتعاون مع شركائنا في مؤسسة حمد الطبية. تلقي جهودنا التعاونية الضوء على التطورات في قطر في مجال الرعاية الصحية، ونحن نجمع أفضل الخبرات والفرق لإنقاذ حياة الأطفال المصابين بسرطان نادر مثل ساركوما يوينغ. ما يلهمنا ويشجعنا هو أن نجاح الجراحة يمنح الأمل للمرضى الآخرين الذين يعانون من حالات مماثلة. كما أنه يوفر الطمأنينة للعائلات بإمكانية حصول أطفالهم على هذه الرعاية هنا دون الحاجة إلى السفر إلى الخارج. إن خططنا لنشر تفاصيل العملية دليل أيضاً على اهتمامنا بنقل المعلومات الطبية إلى الأقران ومشاركتهم أمثلة لأفضل الممارسات على مستوى العالم".
يقدم قسم الجراحة في سدرة للطب مجموعة من جراحات الأطفال بما في ذلك جراحة المخ والأعصاب، طب الأنف والأذن والحنجرة، جراحة العظام، طب العيون، جراحة الأطفال العامة، جراحة الصدر، الجراحة المحيطة بالجراحة التجميلية والقحفية الوجهية، زراعة الكلى والمسالك البولية. وهو جزء من البرنامج الوطني لتحسين الجودة الجراحية (ACS-NSQIP)؛ المعروف بتفانيه في تحقيق أفضل النتائج الجراحية لمرضاه. لمزيد من التفاصيل، يُرجى زيارة:
https://www.sidra.org/clinics-services/childrens-and-young-people/pediatric-surgery.