عضو مؤسسة قطر يعالج ولداً عمره 12 عاماً يعاني من نمو غير طبيعي في عظم الورك
الدوحة، قطر - قام سدرة للطب ومؤسسة حمد الطبية بتأسيس خدمة جديدة لجراحة أورام عظام الأطفال.
هذه الخدمة هي الأولى من نوعها التي يتم تقديمها للأطفال واليافعين المصابين بسرطان العظام الأولي أو سرطان الأنسجة الرخوة، بما في ذلك الأورام الحميدة والسرطانية. هذه الخدمة متعددة التخصصات هي الأولى من نوعها التي يتم تقديمها للأطفال واليافعين في دولة قطر.
إلى جانب جراحة أورام عظام الأطفال، يتم دعم الخدمة من قبل تخصصات فرعية أخرى مثل الأشعة التشخيصية والتداخلية، وعلم الأمراض، وعلاج الأورام الطبي والإشعاعي، والعلاج الطبيعي والعلاج المهني، وهي متوفرة في سدرة للطب ومركز العظام والمفاصل بمؤسسة حمد الطبية.
يقول الدكتور طلال إبراهيم، رئيس قسم جراحة عظام الأطفال في سدرة للطب: "غالباً ما يضطر الأطفال المصابون بسرطان العظام لزيارة العديد من الأطباء، حيث يخضعون لاختبارات وجراحات وبرامج علاجية مختلفة، بما في ذلك العلاج الكيميائي أو الإشعاعي. هذا يعني أنهم يحتاجون إلى خبرات جرّاحي العظام وجرّاحي الأورام. من خلال توحيد الجهود مع نظرائنا في مؤسسة حمد الطبية، سيستفيد مرضانا من كلا التخصصين معاً، ويتم علاجهم في هذا المستشفى أو ذاك لضمان حصولهم على أعلى مستوى من الرعاية".
أما الدكتور أحمد منير، استشاري أول جراحة العظام والأورام في مؤسسة حمد الطبية فيقول: "تم إنشاء مسار سلس وبسيط وغير متقطع لتشخيص وعلاج الأطفال الذين يعانون من أورام العظام أو الأنسجة الرخوة المشتبه بها أو المؤكدة والاتفاق عليها بين سدرة للطب ومؤسسة حمد الطبية. يوفر هذا المسار الذي تم إنشاؤه حديثاً خدمة عالية الجودة لهؤلاء المرضى، يقدمها أطباء وجرَّاحون من ذوي الخبرة الكبيرة من كلا المستشفيين في مكان واحد".
رحلة رعاية المريض م. أ:
المريض م. أ طفل في الثانية عشرة من عمره، تمت إحالته إلى سدرة للطب لأن مشيته كانت غير طبيعية، ما تسبب له بالعرج. أشارت الفحوصات الأولية إلى وجود اختلاف في طول ساقيه وحركة مقيدة في وركه الأيمن، بسبب آفة عظمية في الورك.
أجرى الفريق الطبي في سدرة للطب المزيد من الاختبارات، بما في ذلك تصوير طبقي محوسب (CT) وتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) واختبارات باثولوجية، أكدت كلها أن الآفة كانت في الواقع ورم عظمي غضروفي.
الورم العظمي الغضروفي هو نمو غير خبيث (حميد) للعظام، يتضمن نمواً مفرطاً للغضاريف والعظام يحدث في نهاية العظم بالقرب من صفائح النمو. غالباً ما يحدث هذا الورم بين سن 10 و30 عاماً، حيث تتضخم هذه الآفة العظمية أثناء نمو المريض وتطوره. في حالة الطفل م. أ، أثَّر الورم على قدرته على المشي، وسبب له قدراً كبيراً من الانزعاج والألم في الفخذ الأيمن.
تمت طباعة نموذج ثلاثي الأبعاد لورك م. أ الأيمن، من أجل وضع خطة للتدخل الجراحي. وبالنتيجة قرر الأطباء إجراء عملية جراحية في الورك، لإزالة الآفة العظمية.
استغرقت عملية إزالة الآفة العظمية في مفصل ورك م. أ خمس ساعات، وقد أجراها كل من الدكتور طلال إبراهيم والدكتور عبد السلام حجازي من سدرة للطب، والدكتور أحمد منير من قسم جراحة العظام في مؤسسة حمد الطبية. كانت عملية م. أ من أوائل العمليات التي يتم إجراؤها في إطار خدمة جراحة أورام عظام الأطفال المشتركة الجديدة التي يقدمها سدرة للطب ومؤسسة حمد الطبية.
يقول الدكتور طلال إبراهيم، رئيس قسم جراحة عظام الأطفال في سدرة للطب، والذي قاد جراحة خلع مفصل الورك: "تضمنت عملية خلع الورك الجراحي التي أجريت للطفل م. إزالة كرة مفصل الورك من تجويفها مع الحفاظ على تدفق الدم ووصوله إلى مفصل الورك. هذا الإجراء يتطلب تقنية عالية جداً، ويعتبر ذروة جراحة عظام الأطفال. سدرة للطب هو المستشفى الوحيد في قطر الذي يقدم هذه الخدمة للأطفال والمراهقين. نحن سعداء للغاية بتعاوننا وشراكتنا مع مؤسسة حمد الطبية، ومع الدكتور أحمد منير في تقديم هذه الخدمة المنقذة لحياة الأطفال الذين يحتاجونها".
إن إزالة مثل هذه الآفة الكبيرة، التي تصيب منطقة عنق عظم الفخذ عند الأطفال في طور النمو، تمثل تحدياً تقنياً صعباً، وتنطوي على مخاطر عالية جداً لأنها تعرّض تدفق الدم إلى رأس عظم الفخذ للخطر. قد يؤدي انحسار تدفق الدم إلى رأس عظم الفخذ في هذه السن المبكرة إلى تموُّت رأس عظم الفخذ عند مفصل الورك (التجويف). وهذا يؤدي بدوره إلى تنكّس مبكر للمفصل وألم شديد وتقييد للحركة، وقد يحتاج المريض إلى مفصل صناعي لتخفيف الألم في المستقبل.
يقول الدكتور أحمد منير، استشاري أول جراحة أورام العظام بمؤسسة حمد الطبية، والذي قام باستئصال الورم: "نحن سعداء للغاية لأننا تمكنا من إزالة الورم من الورك بنجاح. شمل الورم حوالي 90 بالمئة من محيط عنق عظم الفخذ، وقد أزلناه دون تعريض إمدادات الدم للخطر. تُعد جراحة م. أ إنجازاً رائعاً للفريق الطبي بأكمله من سدرة للطب ومؤسسة حمد الطبية. كما أنه دليل على المستوى العالي للخبرة الطبية المتوفرة في قطر".
بعد الجراحة، تعافى م. أ تماماً، لاسيما بعد خضوعه لمجموعة من تمارين العلاج الطبيعي والمائي، وبدأ يلقي بوزنه بشكل طبيعي على الطرف السفلي الأيمن. أصبح الآن قادراً على ممارسة أنشطته اليومية دون قيود، ودون أي إزعاج أو ألم.
يقول والدا م. "نودّ أن نشكر كل من ساعد ولدنا خلال رحلة علاجه، بما في ذلك الجراحَين الرائعَين الدكتور طلال من سدرة للطب والدكتور أحمد من مؤسسة حمد الطبية. أصبح ابننا الآن قادراً على ممارسة حياته دون أي تحديات جسدية، والمشي بشكل طبيعي وكأن شيئاً لم يكن. يا لها من نعمة أن نحصل على مثل هذه الرعاية الكبيرة في قطر لأطفالنا. نحن ممتنون حقاً".