يلقي عضو مؤسسة قطر الضوء على ضرورة حشد فرق متخصصة على وجه السرعة لإجراء عمليات زرع من متبرعين متوفين
14 ديسمبر 2020، الدوحة، قطر - كانت الشابة ن، ابنة الخمسة عشر ربيعاً تخضع لغسيل الكلى مدة أربع سنوات، قبل أن تتطابق أنسجتها مع أنسجة متبرع في قطر. وهكذا أصبحت أول مريض يخضع لعملية زرع كلى من متبرع متوفى في سدرة للطب، مما أنهى سنوات من الألم والضغط الناتج عن التعايش مع الفشل الكلوي المزمن.
حصلت ن على كلية من متوفى يبلغ من العمر 26 عاماً، سمحت عائلته بالتبرع بأعضائه، في واحدة من أولى إجراءات التبرع والزرع التي أجريت في قطر منذ بداية جائحة كوفيد -19.
تمت العملية بالتنسيق مع مركز قطر لزراعة الأعضاء (QCOT)، حيث يعمل المركز بشكل وثيق مع مؤسسة حمد الطبية (HMC) وسدرة للطب. يعتبر برنامج المتبرعين المتوفين الجديد للأطفال حالة طبية طارئة، حيث يتم تحديد مدى ملاءمة المتبرع على الفور. إذا كان المتلقي طفلاً مريضاً بالكلى، فإن QCOT يعمل مع مؤسسة حمد الطبية لاستخراج العضو من المتبرع المتوفى وحفظه، قبل الترتيب لنقله بشكل آمن وعاجل إلى سدرة للطب.
قال الدكتور أبو بكر إمام، رئيس قسم أمراض الكلى في سدرة للطب: "منذ افتتاح المستشفى في نوفمبر 2018، أجرينا ثلاث عمليات زرع كلى للأطفال في سدرة للطب. لكن تلك العمليات تضمنت حصول الطفل على كلية من أحد والديه الأحياء. تُعد جراحة الزرع التي أُجريت للشابة ن الأولى من نوعها في سدرة للطب، التي يتلقى فيها مريض شاب كلية من متبرع متوفى لا علاقة له به. إن عملية التبرع بالأعضاء من أشخاص متوفين كفيلة بتغيير وجه عمليات زراعة الأعضاء حيث توفر الأمل للعديد من الأطفال والشباب الذين يعانون من فشل عضوي مزمن. أود أن أشكر فريقيّ مؤسسة حمد الطبية ومركز قطر لزراعة الأعضاء على التنسيق والدعم الممتازين. ستؤثر جهودنا المشتركة بشكل إيجابي على حياة الأطفال الآخرين المحتاجين إلى تبرع بالكلى".
قالت والدة ن: "عانت ابنتي طويلاً من أمراض المناعة الذاتية والفشل الكلوي. تم تسجيلها في مركز قطر لزراعة الأعضاء وكنا نقوم بغسيل الكلى، أولاً في مؤسسة حمد الطبية ثم في سدرة للطب، لمدة أربع سنوات تقريباً قبل أن نتلقى مكالمة من مركز قطر لزراعة الأعضاء غيَّرت حياتنا. لم تكن رحلة الزرع سهلة، لكن الدعم والرعاية اللذين حصلنا عليهما من فريق سدرة للطب الممتاز جعل العملية سلسة ومطمئنة في كل مراحلها. كنا نعلم أننا في أيد أمينة، وقد تأكد ذلك من خلال منهجية رعاية المريض والأسرة التي أظهروها لنا".
حال استخراج الكلية من المتبرع المتوفى في مؤسسة حمد الطبية، استعان سدرة للطب بسرعة بأخصائيي أمراض الكلى للأطفال وجرَّاحي ومنسّقي زراعة المسالك البولية والصيادلة السريريين، وتم تجهيز غرفة العمليات وفريق التخدير ووحدة العناية المركزة للأطفال لاستقبال الكلية، وسارع الجميع بنقل ن إلى الجراحة فوراً.
قام بإجراء جراحة زرع الكلى للشابة ن، التي استغرقت ثلاث ساعات، الدكتور بيبي سال رئيس قسم جراحة المسالك البولية والدكتور برونو ليزلي في سدرة للطب.
يقول الدكتور بيبي سال والدكتور برونو ليسلي: "على عكس عمليات زرع الأعضاء المأخوذة من متبرعين أحياء، فإن عمليات زرع أعضاء من متبرعين متوفين لها أهمية فورية حرجة. لأول مرة، تمكنا من تسليط الضوء على السرعة والكفاءة التي يمكننا من خلالها حشد فريق متخصص لإجراء عملية الزرع في غضون ساعات. لقد ظهر النهج متعدد التخصصات للرعاية الذي يتفوق فيه سدرة للطب بشكل جلي في هذه الحالة. هذه هي العملية الأولى من نوعها التي تُجرى على طفلة يافعة في قطر، وهي ستغيّر قواعد اللعبة بالنسبة لزراعة الأعضاء للأطفال، حيث يفشل العديد منهم في العثور على متبرعين بالكلى أحياء".
وتابعت والدة ن: "أنا وعائلتي ممتنون جداً لفريق الزرع ولإدارة سدرة للطب على العلاج والرعاية الممتازين المقدمين لابنتي قبل وأثناء وبعد الزرع. أود أن أشكر كل عضو في الفريق - وذلك يشمل الجراحين وأطباء الكلى ومنسق الزرع وأطباء الأطفال وفريق غرفة العمليات ووحدة العناية المركزة، خاصةً الممرضات وأخصائيي التغذية والصيدلة وفريقيّ وحدة غسيل الكلى ووحدةA7 ، ناهيك عن طواقم العمل الأخرى مثل أخصائيي برامج الأطفال وأخصائيي العلاج الطبيعي ومعالج الصدر والأخصائيين الاجتماعيين. لم تهتم هذه الفرق باحتياجاتنا البدنية فحسب، بل اهتمت أيضاً باحتياجاتنا الاجتماعية والنفسية، فقد تمت استشارتنا دائماً في اتخاذ القرار ووضع خطة العلاج مما جعلنا نشعر بأننا جزء من الفريق، علماً بأن الأطباء كانوا دائماً مستعدين للاستماع إلى مخاوفنا وطمأنتنا حين يكون لدينا بعض الشكوك ".
"أود أن أنتهز هذه الفرصة لأشكر أسرة المتبرع على قرارها المشرّف والقوي بتغيير حياة شخص مجهول – هو ابنتي. أود أن أشكر لجنة التبرع بالأعضاء في مركز قطر لزراعة الأعضاء. كما أود أن أشجع المجتمع على أن يكون أكثر دعماً لمسألة التبرع بالأعضاء. التبرع بالأعضاء هو هدية منقذة للحياة".
وختمت والدة ن كلامها بالقول: "نشعر بالامتنان الكبير لصاحب السمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وكذلك لوزيرة الصحة، سعادة الدكتورة حنان الكواري لجعل خدمات الرعاية الصحية ذات المستوى العالمي في قطر متاحة وبأسعار معقولة لجميع الذين يعيشون في الدولة، وخاصة بالنسبة لنا نحن الآباء الذين لديهم أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة".