مجلة نيو إنجلاند الطبية تنشر اكتشافًا شارك فيه سدرة للطب

الأخبار

يرجو الملاحظة أن الصورة الجماعية المرفقة قد تم التقاطها في أوائل شهر مارس قبل اتخاذ تدابير التباعد الاجتماعي في قطر.

2 يونيو الدوحة، قطر – قامت مجلة نيو إنجلاند الطبية بنشر اكتشاف متطور يتعلق بنقص المناعة شارك فيه سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر. وتعتبر مجلة نيو انجلاند إحدى المجلات الطبية الرائدة في مجال نشر الأبحاث التي تخضع لمراجعة النظراء.

وكان البحث جزءًا من دراسة تمحورت حول مريض بالغ كان بصحة جيدة في السابق ثم أصيب بالمرض بسبب عدوى الفيروس المضخّم للخلايا نتيجة لطفرة في جين يسمى NOS2. وقد أظهرت الحالة وجود علاقة مهمة بين جين NOS2 وزيادة القابلية للإصابة بعدوى الفيروس المضخّم للخلايا القاتل.

ويُعد الفيروس المضخّم للخلايا واحدًا من فيروسات هربس البشرية التي تنتقل بواسطة سوائل الجسم ويشيع وجودها في جميع أنحاء العالم. وتحدث العدوى غالبًا أثناء الطفولة لكنها لا تسبب المرض عادة. ويُظهر الأشخاص الأصحاء عادة قدرة على المحافظة على قدر من المناعة المقاومة للفيروس المضخّم للخلايا بشكل كاف يمنع الفيروس من التحول إلى مرض قاتل.

وقد ضمت الدراسة، التي قادها الدكتور جان-لوران كازانوفا من جامعة روكفلر، الدكتور نيكو مار، الباحث الرئيسي وقائد فريق العمل في مختبر علم المناعة الجهازية ونقص المناعة في سدرة للطب.

ومن جانبه قال الدكتور نيكو مار: "إن الاكتشاف مهم وغير متوقع. فمعرفة الطفرات التي تحدث على نحو طبيعي وتُعرّض الأطفال والبالغين لعدوى محتملة قاتلة بالفيروس المضخّم للخلايا تُعد أمرًا مهمًا من وجهة النظر السريرية".

"نحن نعتقد أن الأمراض المعدية الخطيرة لا تنتج فقط عن الطبيعة الفتاكة للعامل المعدي ولكن قد تلعب جيناتنا كذلك دورًا في ذلك. ويستخدم مختبرنا البحثي في سدرة للطب مجموعة متنوعة من التقنيات المتطورة لتوفير المزيد من البيانات الحيوية للمرضى الذين يعانون من حالات عدوى خطيرة ومهددة للحياة مما يعطينا قدرة أفضل على اكتشاف الطفرات المسببة للأمراض ودراستها خاصة في المرضى الأطفال". وواصل الدكتور مار حديثه قائلًا: "وقد ساهم فريقنا في هذه الدراسة من خلال إجراء دراسة واسعة النطاق لتصنيف الأجسام المضادة باستخدام تسلسل الترسيب المناعي للخلايا الملتهمة للجراثيم. وقد أجريت الدراسة بالتعاون مع مستشفى بريجهام للنساء في بوسطن وبدعم من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي".

"وتتطلب مثل هذه الأبحاث المبتكرة جهدًا تعاونيًا وفريقًا متعدد التخصصات حيث إننا نعمل في المقام الأول على وصف أمراض جديدة مع كل خلل خلقي جديد في المناعة. والدكتور كازانوفا هو أحد الرواد في هذا المجال تحديدًا، وقد أدى العمل الذي اضطلع به فريقه إلى نقلة نوعية في طريقة فهمنا للأمراض المعدية". واختتم الدكتور مار حديثه بقوله: "إننا واثقون بأن جهودنا المشتركة يمكن أن تُحسّن الرعاية الصحية خاصة للأطفال".

وبجانب الدكتور مار، يضم الفريق البحثي لسدرة للطب المشارك في الدراسة الدكتورة محبوبة رحمن والدكتور توصيف خان والأستاذة فاطمة العلي. ويعمل أعضاء هذا الفريق على نحو وثيق مع العديد من الأطباء من فرق الطب السريري وعلم الأمراض في سدرة للطب كما يتعاونون مع فريق الدكتور كازانوفا وغيره من الباحثين العالميين في دراسة عدة حالات لم يمكن علاجها بعد. وتتمحور هذه الأبحاث حول تحديد ودراسة النتائج الجزيئية والمناعية للطفرات التي تحدث على نحو طبيعي في المرضى الذين يعانون من اضطرابات نقص المناعة.

ومن جانبه قال الدكتور خالد فخرو، رئيس شعبة البحوث بالإنابة: "إن الدراسة الحالية مثال على العمل الجماعي الرائع للدكتور مار ومعاونيه الذين يقومون بدراسة مرضى نقص المناعة - وهي حالة مرضية وراثية يضعف فيها الجهاز المناعي ويصبح المرضى معرضين بدرجة عالية للعداوى المتكررة والتي كثيرًا ما تكون شديدة. ونشر هذه الدراسة في مجلة نيو إنجلاند الطبية، التي تُعد واحدة من بين المجلات العلمية التي تتمتع بمعامل تأثير مرتفع، هو شهادة على جودة العمل البحثي في سدرة للطب والذي لا يُسهم في تحسين فهمنا للمرضى الذين يعانون من الأمراض المعقدة وعلاجهم فحسب وإنما يُثبت أيضًا أن اكتشافاتنا مهمة لجمهور القراء على مستوى العالم. ونستهدف في الأعوام القادمة تحقيق درجة أعمق من التكامل بين الأبحاث والعمل السريري في سدرة للطب وهو ما سيؤذن بعهد جديد للطب الدقيق لمستشفى سدرة ولدولة قطر".