سدرة للطب يركز على أبحاث متقدمة تتناول الأمومة ورعاية حديثي الولادة في يوم الصحة العالمي
07 أبريل, 2025

تبشّر الأبحاث ببدايات صحية ومستقبل واعد للنساء والأطفال
٧ أبريل ٢٠٢٤، الدوحة، قطر – يحتفل سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، بيوم الصحة العالمي من خلال التركيز على وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU) التابعة له، وتقديم دراسة حديثة للميكروبيوم أجراها قسم الأبحاث حول الولادة المبكرة.
قال البروفسور إبراهيم جناحي، الرئيس الطبي بالإنابة في سدرة للطب: “يركز شعار يوم الصحة العالمي لهذا العام على صحة الأم والوليد، ويدعو إلى بدايات صحية ومستقبل واعد. إنني فخور بتطوير المبادرات السريرية والبحثية المشتركة التي يقودها سدرة للطب بدقة عالية للحفاظ على أعلى معايير الرعاية الصحية للنساء والأطفال في قطر. ومن الملهِم أن نرى الأثر الإقليمي والعالمي الذي تتركه برامج سدرة للطب في هذا المجال”.
وتابع البروفسور جناحي: “تُعد وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في سدرة للطب رائدةً في تقديم خدمات عالمية المستوى لتحسين النتائج الصحية لحديثي الولادة المرضى والخُدّج. بينما يُجري باحثو سدرة للطب العديد من الدراسات الرائدة لفهم صحة الأم والطفل وتعزيزها. يُمكّننا هذا النهج المُبتكر من إحداث تغيير حقيقي في حياة الناس، بما يضمن أجيالاً أكثر صحة، ويساهم في رفاه المجتمع على المدى الطويل”.
أبحاث الولادة المبكرة
تؤثر الولادة المبكرة على 10% من حالات الحمل في قطر، وهي تُشكل تحدياً صحياً عالمياً كبيراً. ولمعالجة هذا الوضع، وسّع سدرة للطب أولوياته البحثية من خلال إجراء العديد من الدراسات الرئيسية في مجال صحة الأم والطفل، بما في ذلك دراسة نُشرت مؤخراً حول الولادة المبكرة[1].
نُشرت الدراسة في مجلة Frontiers in Cellular and Infection Microbiology بعنوان “استكشاف تركيب ميكروبيوم المشيمة ومصدره المحتمل في الولادة المبكرة”. تستكشف الدراسة كيف يُمكن أن يُساهم ميكروبيوم المشيمة في الولادة المبكرة، وهي سبب رئيسي للمضاعفات الصحية لدى حديثي الولادة حول العالم. درس البحث التركيب الميكروبي للمشيمة ومصادره المحتملة، كاشفاً عن اختلافات رئيسية بين الحمل المبتسر والحمل الكامل.
كشفت الدراسة أن ميكروبيوم المشيمة في حالات الولادة المبكرة يشبه الميكروبيوم المهبلي، بينما في حالات الحمل الكامل، يحاكي ميكروبيوم الفم. يشير هذا إلى وجود صلة قوية بين ميكروبات الأم ونتائج الحمل، مما يُقدم رؤىً ثاقبة حول كيفية تأثير التركيب الميكروبي على الولادة المبكرة، ويساعد في الكشف المبكر واستراتيجيات الوقاية المُستهدفة.
قالت الدكتورة سهيلة الخضر، الباحثة الرئيسية ومديرة قسم صحة الأم والطفل في فرع الأبحاث التابع لسدرة للطب: “تلعب الميكروبات دوراً هاماً في صحتنا واستعدادنا للإصابة بالأمراض. كما أنها مجالٌ يُمهد فيه سدرة للطب الطريق لأبحاث وعلاجات جديدة ومبتكرة. ومن أهم مجالات التركيز تحسين نتائج الخصوبة، ومن المهم إدراك أن الطب الدقيق يبدأ حتى قبل الولادة، أي في الرحم”.
تشير الدراسة إلى أن تحديد التركيبات الميكروبية قد يُنبئ بخطر الولادة المبكرة ويُمكّن من التدخلات المُبكرة. قد يؤدي دمج صحة الفم والحفاظ على توازن ميكروبيوم المهبل إلى تقليل خطر الولادة المبكرة من خلال دعم الحاجز المهبلي المشيمي.
يعمل قسم الصحة الإنجابية والولادة أيضاً على دراسة “أمومة” التراكمية، التي تهدف إلى تحديد المؤشرات الحيوية الرئيسية لمضاعفات الحمل، مثل سكري الحمل والولادة المبكرة، مما يُسهم في تحسين النتائج للأمهات والأطفال.
رعاية عالمية في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة
تُعد وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في سدرة للطب (NICU) الوحدة الوحيدة من المستوى الرابع (الرعاية الرباعية) في قطر، حيث تُعنى بالأطفال الذين يعانون من حالات مرضية معقدة أو أولئك الذين يحتاجون إلى رعاية طارئة خطيرة لحديثي الولادة.
تشمل خدمات وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة المنقذة للحياة برنامجاً متخصصاً في علاج فتق الحجاب الحاجز الخلقي في قطر (CDH-Q). يهدف هذا البرنامج إلى تحسين جودة الرعاية والنتائج للأطفال المولودين بهذا الفتق. يتضمن البرنامج الشامل اكتشاف الحالة أثناء الحمل، وتقديم العلاج الطبي والجراحي بعد الولادة، بما في ذلك جهاز الأكسجة الغشائية خارج الجسم (ECMO)، ومتابعة الحالة في العيادة الخارجية بعد خروج الأم من المستشفى.
قال البروفسور سمير غوبتا، رئيس قسم حديثي الولادة في سدرة للطب: “يُعد خلل تنسج الظهارة الخلقي (CDH) حالةً معقدةً تظهر عند الولادة، وتحدث لدى حوالي 1 من أصل كل 2500 ولادة حية في قطر. عالمياً، يقضي حوالي 30 إلى 40% من المواليد الجدد المصابين بهذه الحالة. ومن خلال التحسينات المستمرة التي أُجريت على مر السنين في إطار برنامج CDH-Q، نجحنا في إبقاء 100% من المواليد الجدد في مستشفانا على قيد الحياة في عام 2024 خلال إقامتهم في وحدة حديثي الولادة. إن فرص البقاء على قيد الحياة في مستشفانا تُضاهي، أو تتجاوز، العديد من المستشفيات الرائدة عالمياً التي تُقدم العلاج لخلل تنسج الظهارة الخلقي (CDH)”.
كما أنشأت وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة نموذجاً للرعاية العائلية المتكاملة (FIC)، يُشرك الوالدين ويُدمجهم ويُمكّنهم من رعاية أطفالهم داخل وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، لدعم نموهم. وتابع البروفسور غوبتا قائلاً: “يلعب برنامج FIC دوراً حيوياً في تحسين النتائج الصحية للمواليد الجدد المرضى والخُدّج من خلال تعزيز مشاركة الوالدين. ويعطي هذا النهج الأولوية لمشاركة الوالدين، والرعاية الفردية، والدعم النمائي الوقائي العصبي لتحسين نتائج المواليد. وتُظهر الأبحاث أن هذا النهج يؤدي إلى زيادة وزن الوليد، وتقليل التوتر لدى كل من المواليد وآبائهم، وتقصير مدة الإقامة في المستشفى، وتقوية الترابط بين الوالدين والمواليد، وتحقيق الراحة العاطفية للعائلات.”